اذا كان هذا الكتاب ينطلق من أن المادية كرؤية لم تتبلور إلا في العصر الحديث ، وبالتالي تسيّد المثالية على تاريخ البشرية ، فإنه سعى لأن يتلمس معنى المادية ، والفارق بين المادة والمادية ، ويشير إلى العلاقة بين المادة والوجود المادي . لكنه يتناول تاريخ الفكر بعلاقته بالمادية...
اذا كان هذا الكتاب ينطلق من أن المادية كرؤية لم تتبلور إلا في العصر الحديث ، وبالتالي تسيّد المثالية على تاريخ البشرية ، فإنه سعى لأن يتلمس معنى المادية ، والفارق بين المادة والمادية ، ويشير إلى العلاقة بين المادة والوجود المادي . لكنه يتناول تاريخ الفكر بعلاقته بالمادية والمثالية ، ويشير إلى توّضعه في البنى الاجتماعية ، ومسألة الفارق بين الفكر والوعي ، والوعي الجمعي ومسألة الانشقاق فيه. لكن يلمس بأن الفكر / الوعي هو جزء من الوجود الواقعي ، وبالتالي فهو عنصر فعل وليس صورة أو انعكاس سلبي . نعم هو نتاج الوجود الواقعي لكن هذا لا يساوي اعتبار أنه صورة ، حيث أنه عنصر مؤثر ، في السلب وفي الإيجاب ، في حركة الواقع ، لأنه وعي البشر الذين يمارسهم وجودهم . ولهذا كلما تطور ووعيهم تطورت مقدرتهم على السيطرة على هذا الوجود ، وعلى إخضاعه . هنا نلمس العلاقة بين الوجود المعطى ( الطبيعي ) وبين الوعي به ، وبالتالي العمل على تحويله بما يحقق سيطرة أعلى عليه ، وبالتالي يحقق نمط حياة يوجد البشر بوعيهم وبواقعهم.