يتناول هذا الكتاب مسألة الدول الناهضة وموقعها في النظام الدولي انطلاقًا من تحليل دقيق للتجربة التركية كنموذج. وهو في ذلك يخرج عن التحليلات التقليد... ية التي اختصرت في معظمها فترة حكم «حزب العدالة والتنمية» بمحاولة إحياء العثمانية الجديدة أو الانحياز الى نهج إسلامي في...
يتناول هذا الكتاب مسألة الدول الناهضة وموقعها في النظام الدولي انطلاقًا من تحليل دقيق للتجربة التركية كنموذج. وهو في ذلك يخرج عن التحليلات التقليد... ية التي اختصرت في معظمها فترة حكم «حزب العدالة والتنمية» بمحاولة إحياء العثمانية الجديدة أو الانحياز الى نهج إسلامي في الحكم. فتركيا الناهضة تسعى إلى تأمين موقع على الخريطة الإقليمية والدولية يتناسب مع قدراتها وطاقاتها وتاريخها وطموحاتها، وما انخراطها في شؤون الشرق الأوسط العربي إلا وسيلة لبلوغ هدف أكبر، ألا وهو تحقيق موقع إقليمي يمكّن تركيا من اللعب في ساحة الكبار. بعد الغوص في العقيدة الاستراتيجية لحزب العدالة والتنمية، يحلل الكتاب عناصر مشروع «النهوض التركي» بجوانبه الاقتصادية والسياسية والثقافية والفنية.
يخلص الكتاب الى أن تجربة تركيا كدولة ناهضة تفتح بابًا واسعًا للتساؤل عن طبيعة نظام دولي ما عاد في إمكانه الخضوع لتحكّم نادٍ صغير من أوليغارشيين يستبعدون الضعفاء، ويتنكرون للمطالب العادلة لمجتمعات تنبثق عن عالم جديد تتزايد فيه الجهات الفاعلة وتتنوّع. فإفساح المجال أمام قوى إقليمية فاعلة لتمارس دورها وتخلق توازنًا جديدًا في العلاقات الدولية، لا بد من أن يؤدي إلى حوكمة عالمية أكثر عدلًا تخفّف من حدة الأزمات في القرن الحادي والعشرين.