هنيدي المتخّذ من أسوج احتمالاً لاستراحة موقتة من آخرين هم ذاكرته، يضع القارئ أمام معضلة العلاقة بين الشعور والمكان، أو بين الإنفعال وموضع التعبير عنه خارج الذات المنفعلة. يهجر وطنه كمكان أعياه التحمّل، من دون أن يستطيع إزاء حشرجاته شيئاً. لا بل، إستجابة لغريزة البقاء، يلوح...
هنيدي المتخّذ من أسوج احتمالاً لاستراحة موقتة من آخرين هم ذاكرته، يضع القارئ أمام معضلة العلاقة بين الشعور والمكان، أو بين الإنفعال وموضع التعبير عنه خارج الذات المنفعلة. يهجر وطنه كمكان أعياه التحمّل، من دون أن يستطيع إزاء حشرجاته شيئاً. لا بل، إستجابة لغريزة البقاء، يلوح له صوت الحشرجة حدساً يجمِّل الهرب، ويأمر الهارب ألا ينظر الى الخلف خوفاً من أن تستدعيه كثافة المذبحة، وتسوّل له التريّث بذريعة النداء الوطني والواجب تجاه الأرض في المحَن.