كان مارتن هايدغر بالفعل معلّمًا ألمانيًا، جاء من مدرسة المتصوف المعلّم إيكهارت. وكما لم يفعل غيره، أبقى الأفق مفتوحًا أمام التجربة الدينية في عصر ... لاديني، واهتدى إلى فكرٍ يبقى قريبًا من الأشياء، ويصون من السقوط في الابتذال. بدأ فيلسوفًا كاثوليكيًّا، لكنه قبِلَ تحدّي...
كان مارتن هايدغر بالفعل معلّمًا ألمانيًا، جاء من مدرسة المتصوف المعلّم إيكهارت. وكما لم يفعل غيره، أبقى الأفق مفتوحًا أمام التجربة الدينية في عصر ... لاديني، واهتدى إلى فكرٍ يبقى قريبًا من الأشياء، ويصون من السقوط في الابتذال. بدأ فيلسوفًا كاثوليكيًّا، لكنه قبِلَ تحدّي الحداثة. فلسفته تلائم الفرد في حريته ومسؤوليته، وتأخذ الموت بجدّية. تورط في السياسة وأصبح، انطلاقًا من أسباب فلسفية موقتة، ثوريًّا اشتراكيًّا قوميًّا، غير أن فلسفته ساعدته في أن يحرّر نفسه من المشهد السياسي. يمثّل اسم مارتن هايدغر الفصل الأكثر إثارةً في تاريخ الروح الألمانية في القرن العشرين. ويجب الحديث عن ذلك بخيره وشرّه، وفي ما وراء الخير والشر.