-
/ عربي / USD
لم يكن جرجي زيدان مجرد رحّالة يرصد بعينيه مشاهد البلدان الثلاثة التي زارها، أي الآستانة وأوروبا وفلسطين ، بل كان رجل علم حاول أن يستكشف معالم تلك البلدان وعمرانها وحضارتها وثقافات شعوبها، ويستنطق تاريخها ليكتشف كيف تمكنت أوروبا من أن تصل إلى ما وصلت إليه من تقدم وغنى ومعارف. ولأنه رجل علم ومؤرخ، فقد رغب في نقل معالم التحضر في أوروبا إلى العرب، خصوصًا المصريين، والإشارة، في الوقت نفسه، إلى سلبيات تلك الحضارة التي لا تتلاءم وطبيعة الشرقيين بحسب ما كان يرى ويعتقد. أما في رحلتيه إلى الآستانة وفلسطين فقد لاحظ التبدلات التي بدأت تغمر الحياة السياسية والاجتماعية في عاصمة الخلافة العثمانية عشية الحرب العالمية الأولى، وكذلك صعود الصهيونية وإصرارها على تأسيس وطن لليهود في فلسطين. ويظهر جرجي زيدان في رحلاته الثلاث داعية للتفاعل الثقافي والتبادل الحضاري، وكثيرًا ما ركز مشاهداته على رصد تفصيلات الحياة اليومية كأحوال المرأة التركية علاوة على العمران والتقدم، ولا سيما المتاحف والفنون والموسيقى والمسرح، وكذلك على المسيحيين واليهود في فلسطين.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد