عندما بدأت التظاهرات تتدفق إلى ميدان التحرير في 25 كانون الثاني/يناير 2011، لم يكن أحد يملك القدرة على التوقع بأن تلك التظاهرات سوف تتحول إلى ثورة... . شكَّل «ميدان التحرير» الأكبر والأشهر في مصر فضاءً رحبًا يتَّسع لجميع المصريين، حيث تمكن المتظاهرون من إحكام السيطرة عليه. هذا...
عندما بدأت التظاهرات تتدفق إلى ميدان التحرير في 25 كانون الثاني/يناير 2011، لم يكن أحد يملك القدرة على التوقع بأن تلك التظاهرات سوف تتحول إلى ثورة... . شكَّل «ميدان التحرير» الأكبر والأشهر في مصر فضاءً رحبًا يتَّسع لجميع المصريين، حيث تمكن المتظاهرون من إحكام السيطرة عليه. هذا الفضاء العام المُهم في بنية العاصمة المصرية، هو القلب النابض لهذه الثورة ومحل ميلادها ومركزها، كما أنَّه المحور الرئيس للقصَّة المعمارية والعُمرانية التي يطرحها هذا الكتاب. من الملاحظ في معظم الكتابات التي تناولت الثورة المصرية أنها أولت التحليل السياسي والاجتماعي والاقتصادي المتعلق بالأسباب التي أدت إلى اندلاعها عناية أكبر؛ لذا، يأتي هذا الكتاب مختلفًا، إذ يتمحور حول تقديم القصة الإنسانية المكانية العمرانية المعمارية للميدان، يستشرف منها فهمًا جديدًا لمدينة القاهرة، وتفسيرًا مغايرًا لعلاقة المجتمع - أو الشعب المصري - بالميدان، ملقيًا الضوء على قدرة هذا الميدان المكانية في استيعاب الثوار، وتحوله من فضاء رسمي بارد إلى فضاء شعبي تملكه الجماعة الإنسانية.