يشرح الإمام الشوكاني في مصنفه هذا كتاب الإمام الشيخ ابن تيمية منتقى الأخبار في الأحكام الذي جمع فيه أحاديث الأحكام التي أحاط بها بجملة من دلائل المسائل. وغدا ذلك ملجأ المجتهدين والباحثين. ونظراً لما ساد من تشكيك بالنسبة للبعض في صحة بعض دلائله، وفي الراجح والمرجوح عند تعارض...
يشرح الإمام الشوكاني في مصنفه هذا كتاب الإمام الشيخ ابن تيمية منتقى الأخبار في الأحكام الذي جمع فيه أحاديث الأحكام التي أحاط بها بجملة من دلائل المسائل. وغدا ذلك ملجأ المجتهدين والباحثين. ونظراً لما ساد من تشكيك بالنسبة للبعض في صحة بعض دلائله، وفي الراجح والمرجوح عند تعارض بعض مستندات مسائله، حمل ذلك الإمام الشوكاني على القيام بشرح هذا المؤلف وقد سلك في شرحه مسلك الاختصار، وجرده عن كثير من التفريعات والمباحثات ولا سيما في المسائل التي يقلّ فيها الاختلاف. وأطال في المسائل التي يكثر فيها الاختلاف والجدال لبيان الراجح فيها مبيناً الدليل القاطع. وبالإضافة إلى ذلك فقد أولى الحديث أهمية حيث قام في بيان حال الحديث وفسر غريبه وما يستفاد منه بكل الدلالات، وضمّ إلى ذلك في غالب الحالات الإشارة إلى بقية الأحاديث الواردة في الباب مما لم يذكر في الكتاب لفائدة ذلك بالنسبة لطلاب الحديث.
وأشار في بعض المواضع إلى ضبط اسم الراوي أو بيان حالة وذلك على سبيل التنبيه وذلك في المواطن التي هي مظنة تحريف أو تصحيف. ونظراً لأهمية هذا المؤلف فقد صدر محققاً وذلك في سبيل تقديم هذا الكتاب بشكل واضح وصحيح للقارئ والباحث، لتسهيل الاستفادة منه بشكل أسرع وأفضل. وقد جاء بحلة منهجية معاصرة، تبويباً وتصويباً وشرحاً وفهرسةً.