الإمام البزودي عالم كبير من أعلام الحنفية، ورئيس مبرّز في هذا الفن. كانت "أصوله" عمد العلماء والطالبين وغاية الفقهاء والباحثين ولكنها لإيجازها وعسرها احتاجت إلى شروح كان من أنفسها وأكثرها وأعمقها أثراً، وشرح الإمام البخاري. فجاء كتابه (كشف الأسرار) درة يتيمة وجوهراً...
الإمام البزودي عالم كبير من أعلام الحنفية، ورئيس مبرّز في هذا الفن. كانت "أصوله" عمد العلماء والطالبين وغاية الفقهاء والباحثين ولكنها لإيجازها وعسرها احتاجت إلى شروح كان من أنفسها وأكثرها وأعمقها أثراً، وشرح الإمام البخاري. فجاء كتابه (كشف الأسرار) درة يتيمة وجوهراً مكنوناً بما اشتمل عليه من مباحث متنوعة وتعليقات مفيدة وشروح لما غمض واستغلق، وكشف لما أبهم وبيان لما دق وعسُر، وتفريع على المسائل الأصولية قلما نجده عند نظرائه. وكان كتاب كشف الأسرار قد حظي منذ قرون تقريباً بطبعة عثمانية، قديمة إلا أنها مليئة بالأخطاء والتصحيفات، مما استدعى إخراجها مجلة جديدة، متميزة عن سابقاتها من الطبعات، وبالعودة لعمل المحقق في هذه الطبعة نجد أنه يتحلى بـ ، أولاً: أعنى بتخريج الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة التي وردت في ثنايا الكتاب، ثانياً: ترجم للأعلام المنثورة في تضاعيف الكتاب، وأحال المسائل الأصولية الرئيسية على من كتب الأصول المختلفة عند الأحناف والشافعية وغيرهم. وثالثاً عمد إلى الاعتناء بضبط الخلاف بين بعض المسائل الأصولية الهامة. ورابعاً: مدد الكتاب بفهارس عامة: للآيات، والأحاديث والأعلام، والفرق، والمصطلحات الأصولية، والصادر والأشعار والشواهد والموضوعات الرئيسية.