-
/ عربي / USD
’كتاب رائع وبالغ الأهمية في مضمونه وتوقيته، ويستند إلى قدر بالغ من المنطق والعقلانية؛ وهو يسبر أغوار السنوات الخمس عشرة الأخيرة من عمر الحرب، ويتع... اطى مع التحديات المعاصرة ويبني قضية متماسكة جداً حول القيادة الأمريكية في العالم - بالرغم من كونها قيادة جرى ممارستها بقدر من الحكمة وبأسلوب يتصف بالديمومة والثبات. الأطر العامة والخطوط الإرشادية التي يقترحها كوهين لاستخدام هذه القوة هي أطر قيمة تجلى أهميتها بصورة خاصة في ضوء تهيؤ أمريكا واستعدادها للانتقال إلى إدارة جديدة.‘‘
’’في وقت تتصاعد فيه التحديات التي تتهدد السلم والنظام العالمي، يرسم لنا البروفسور كوهين رؤية واضحة ومتوازنة للدور الحاسم الذي يجب على القوة العسكرية الأمريكية والقيادة الأمريكية أن تضطلع به لضمان عالمنا. قراءة لا غنى عنها في وقت تستعد فيه إدارة جديدة لتسلم مقاليد السلطة في البلاد.
يمكن لأي معلق على الاستراتيجية الكبرى ان يتسم بدرجة معينة من الذكاء والاطلاع، لكن إيليوت كوهين يتسم أيضاً بالشجاعة والحكمة. شجاع في تعاطيه غير الهياب مع الإجماع الجديد الذي يثني على القوة الناعمة، ويفضلها على القوة الخشنة، وينادي بالانعزالية الجديدة لما فيه خير ومصلحة الولايات المتحدة؛ إنه حكيم في تحليله لما تستطيع أمريكا ويتوجب عليها فعله كي تبقى القوة العالمية الأولى المسيطرة في القرن الحادي والعشرين. ثائر جديد على التقاليد والمعتقدات القديمة في آرائه، وأكاديمي فذ في رؤيته للسياسة العسكرية الأمريكية من أيام تيدي روزفلت حتى باراك أوباما، إنه أبلغ دفاع على الإطلاق عن الضرورة المستدامة للقوة الخشنة الأمريكية التي يحتاجها العالم.
’تحدث بهدوء وتسلح بعصا غليظة‘‘. أطلق ثيودور روزفلت هذه العبارة الشهيرة عام 1901 عندما كانت الولايات المتحدة في طور الظهور إلى حيز الوجود كقوة عالمية. كان ذلك هو التصور الصائب ، ربما، في عصر المنافسة الامبريالية، ولكن العديد من الأمريكيين يشكك اليوم بجدوى بقاء مثل هذه القوة، معتقدين بأن زمانها قد ولى، وباتت غير ضرورية، بل حتى خطرة.
في ’العصا الغليظة‘ يعارض باحث وخبير العلاقات الدولية هذا الرأي. إنه يرى بأن القوة الخشنة تبقى ضرورية لسياسة أمريكا الخارجية. في الوقت الذي يعترف فيه بأنه يجب على الولايات المتحدة أن تكون حذرة بخصوص سبب وتوقيت وكيفية استخدام القوة، فهو يصر على أن دورها الدولي لا زال ينطوي على القدر ذاته من الأهمية كما ذي قبل، وأن القوات المسلحة هي الضامن لذلك الدور.
كذلك يوضح لنا كوهين أنه يجب على الزعماء الأمريكيين أن يتعلموا كيفية استخدام القوة الخشنة بطرق جديدة وفي ظل ظروف جديدة. إن ظهور الصين القوية على صعيد التسلح، واستيلاء روسيا على شبه جزيرة القرم وشرق أوكرانيا، والتهديدات النووية من جانب كوريا الشمالية وإيران، وانتشار الحركات الإسلامية الراديكالية، مثل تنظيم الدولة، تشكل تهديدات اساسية للسلم العالمي. إذا ما تخلت الولايات المتحدة عن موقعها كقوة عسكرية عظمى، وإنما حكيمة، وتقاعست عن الاضطلاع بدورها كحامي وضامن لنظام عالمي مستقر، فنحن أمام خطر فوضى عارمة وعنف وطغيان هائل لم يسبق له مثيل منذ الثلاثينات. لا تزال الولايات المتحدة كما قالت عنها مادلين أولبرايت في إحدى المرات: الأمة التي لا غنى عنها.‘‘
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد