-
/ عربي / USD
في هذا العمل يقدم "بان بورما" رواية عن حياة فتاة يابانية تعمل مغنية هي "ياماغوتشي" يتخذ منها أداة للتعبير عن هوية اليابان المتغيرة من الدكتاتورية العسكرية إلى دمارها بعد الحرب على يد أمريكا، إلى الأمة الحديثة التي تم تجديدها إقتصادياً.
كذلك نجد في الرواية زخماً تاريخياً مأخوذ من السينما اليابانية، يوصفها محكاً ثقافياً وأداة سياسية مستعملة من جانب الجيوش الفاتحة - أولاً اليابانيين في الصين، ثم الأمريكيين في اليابان.
ومن خلال محطات مختلفة لزمن الرواية يتبع "بورما" منظوراً غير عادي تجاه الشخصية المركزية في العمل، حيث يقسم سيرتها إلى ثلاثة أقسام، وكل قسم يرويه رجل مختلف، وكل قسم يوازي مرحلة مختلفة من عملية إعادة اليابان النهوض نفسها، وهؤلاء الأشخاص الذين يروون قصة حياة البطلة يجعلهم الراوي غريبوا الأطوار، شخصيات مثيرة منجذبة إلى الأقلام السينمائية هروباً من الحيوات ذات النهايات المسدودة.
أما الأحداث الأقوى في هذا العمل الروائي فتتركز أثناء إحتلال اليابان لمنشوريا، حيث تبدو البطلة في سن مبكرة على المسرح في "موكدين" في العام 1933، وهي تحاول كسب حشد كبير من الصينيين لصالح القضية اليابانية.
يمكن القول أن هذه الرواية وقفة تامل من كاتبها حول التاريخ والهوية اليابانية تلك العلاقة الإشكالية بين الشرق والغرب، عالم الجريمة الياباني، معاداة السامية، دور الأجنبي في اليابان، إلى آخر ذلك من الإقناءات على شبكة الإرتباطات والإلتزامات التي تمثل بمجموعها نسيجاً متكاملاً للمجتمع الياباني على إمتداد خمسون عاماً...
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد