إن القوة الأميركية والعولمة المتغلغلة هما الحقيقتان المركزيتان للعالم اليوم، ومصدر أصعب المعضلات التي يواجهها. فالقوة الأميركية غير المسبوقة تاريخ... ياً هي المصدر الحاسم للأمن العالمي، ومع ذلك يشعر الأميركيون بأنهم أقل أمناً من أي وقت مضى. ويعزز التكافل العالمي واليقظة...
إن القوة الأميركية والعولمة المتغلغلة هما الحقيقتان المركزيتان للعالم اليوم، ومصدر أصعب المعضلات التي يواجهها. فالقوة الأميركية غير المسبوقة تاريخ... ياً هي المصدر الحاسم للأمن العالمي، ومع ذلك يشعر الأميركيون بأنهم أقل أمناً من أي وقت مضى. ويعزز التكافل العالمي واليقظة السياسية الواسعة للإنسانية السيطرة الأميركية حتى وإن كانا يولدان الحسذ الذي يثير العداء لأميركا ويعبئان مشاعر الاستياء ويفعّلان قدرات أعداء أميركا من خلال انتشار التكنولوجيات المدمّرة.
في كتاب "الاختيار" يذكّر زبيغنيو بريجنسكي، مستشار الأمن القومي الاميركي الأسبق، الأميركيين بوجوب عدم الخلط بين قوتهم والقوة غير المحدودة. فرفاهية أميركا متشابكة مع رفاهية العالم. والانشغال الناجم عن الخوف بالامن الاميركي المنعزل، والتركيز الضيّق على الإرهاب، وعدم المبالاة بشواغل الإنسانية القلقة سياسياً لا يعزز الأمن الأميركي ولا يتوافق مع حاجة العالم الحقيقية للقيادة الأميركية. وما لم توفق أميركا بين قوتها الطاغية وجاذبيتها الاجتماعية المغوية والمضطربة في آن معاً، فقد تجد نفسها وحيدة وعرضة للهجوم فيما تشتدّ الفوضى العالمية.