-
/ عربي / USD
يتولى قيادة المادة في هذا العصر والدعوة إليها الحضارة المادية المتمثلة في الماركسية والرأسمالية في مشاطرتهما لقيادة العالم نحو مادية حيوانية تعيد الإنسان بأخلاقه وقيمه ومثله إلى حياة إنسان الغاب والبداوة، عندما كان لا يمتاز عن الحيوان بقليل ولا بكثير إلا بالصورة والشكل، حيث كان يعيش في أحراج الغابات وكهوف الجبال، فلا يستر بدنه شيء، ولا يمنعه شيء عن شيء، فلا يعرف الحلال ولا الحرام، ولا القانون ولا النظام ولا الالتزام ولا العدل ولا الإنصاف، بل كان يسطو بعضهم على بعض، ويأكل القوي الضعيف، كقطع الحيوانات الضارية والوحوش الكاسرة المفترسة.
وقد رأينا لزاماً علينا أن تتصدى لهذه الحضارة المادية بمذهبيها: الماركسية والرأسمالية، وأن تجري هذا الحوار بين الفكر الديني المتمثل في الإسلام وبين الفكر المادي المتمثل في الماركسية والرأسمالية، مع عرض لمقومات كل من الماركسية والرأسمالية والدين الإسلامي ومناقشتها والتعرض لفكرة التطور الداروينية ودحضها والمقارنة بين الحياة المادية والدينية وبيان الفارق ما بينهما.
وقد ألقيت هذه الموضوعات في ندوات طلابية مختلفة، وأحببت إخراجها إلى حيز الوجود ضمن مؤلف يجمع شتاتها لتعميم الاستفادة منها، حيث إن الموضوع من الأهمية بمكان، والبحث عندما يجري بين الفكر الديني المادي يأخذ طابع الصراع بين الحق والباطل والهدى والضلال، والإصلاح والإفساد.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد