-
/ عربي / USD
باصطدام الدبلوماسيتين الأميركية والبريطانية بمصالح دول القرار التي رفضت التسرع في إصدار أحكام مبرمة بحق النظام العراقي ف أوائل العام 2003، اضطرت واشنطن ولندن لإعادة النظر بتوقيت حربهما على العراق متأثرتين بالدور الفرنسي الجامع المدعوم دبلوماسياً من روسيا وألمانيا والصين في مجلس الأمن. وفرنسا التي واجهت حليفها الاستراتيجي الأميركي استنهضت المشاعر الدولية المكبوتة حيال نتائج الهيمنة الأميركية، ما انعكس سلباً على سمعة الولايات المتحدة، ووضعت مصداقيتها تحت المجهر. والصدام بين الدبلوماسيتين الأميركية والفرنسية اللتين باتتا متكافئتين في هذه المرحلة أرسى معادلة تنازلية. تصادمية حيال القضية العراقية قاسمها المشترك ممارسة "دبلوماسية ضاغطة تلامس حافة الحرب"و وقد نشأت هذه المعادلة، من جهة، من رغبة الإدارة الأميركية بتحسين صورتها في العالم وسعيها لاستعادة موقعه الدبلوماسي رائداً في المحافظة على حدّ أدنى من التفاهم مع دول القرار. ومن جهة ثانية، صممت فرنسا على استثمار مكاسبها السياسية والدبلوماسية الهامة لتعزيز مصالحها الحيوية ولا سيما إنشاء قطب أوروبي يعول عليه من دون التخلي عن الولايات المتحدى التي ما زالت حليفاً استراتيجياً لها.
ومن أسباب تريث واشنطن في شن حرب على العراق محاولة وأزمة كوريا الشمالية التي تعبر فيها روسيا والصين طرفين إقليميين أساسيين في الجهود المبذولة لإدارتها وإيجاد الحلول لها, وينطبق الوضع نفسه على إيران حيث لروسيا وفرنسا مصالح حيوية فيها.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد