-
/ عربي / USD
إن هذا المعجم سيسدّ فجوة كبيرة ويملأ فراغاً على صعيد إعراب مفردات اللغة العربية. وقد حرص المؤلف على الجمع بين أصول النحو والإعراب وبين عقلية الباحث والقارئ الحديث. وهذا المعجم جاء مرتباً بشكل ألفبائي يسهّل على قارئ القرن الواحد والعشرين إيجاد وفهم إعرابها. وهو مرجع لا غنى عنه لكل باحث ودارس بل ولكل ناطق بلغة الضاد.
إذا كان تفسير النصّ القرآنيّ ضرورياً لفهم تركيب كلماته وآياته، وبالتالي فهم معانيه ومراميه، فإن علم النّحو لا يقلّ ضرورة عن علم التفسير، بل إنهما مرتبطان ببعضهما ارتباطاً وثيقاً. وما دامت اللغةُ العربيةُ الفصحى هي لغة القرآن الكريم، فإن فضل الإعراب لا يقتصر على فهم النصّ القرآنيّ وحسب، بل هو أساسٌ حتميٌّ في حفظ الروابط الفكرية الإسلامية بين الأجيال المتباعدة في الزمان والمكان. إن النحو هو القواعدُ والأصولُ التي تُعْرَفُ بها أحوالُ الكَلِمِ عندما يحصلُ تركيبُ بعضِها مع بعضٍ من بناءِ وإعرابٍ وما يتفرَّع عنهما. وإنّ مراعاة تلك القواعد والأصولِ تحفظُ اللسانَ العربيَّ مِن الخطأ في النطقِ، وتعصمُ القلمَ من الزّلَلِ في الكتابة.
وقد اعْتَوَر اللغةَ العربيةَ في مَسَارها كثيرٌ من الدسِّ والتآمر، ومن اللَّحنِ والإفقار، بهدف القضاء عليها، ومن أجل غايةٍ بعيدةٍ هي إقصاءُ الناسِ عن فهم القرآن الكريم وتدبُّر معانيه. إلاّ أنَّ القرآنَ العربيَّ بقي بالمرصاد، مرجعاً أبعدَ ما يكونُ عن النَّيْلِ منه، وأعلى من أن يُتَطَاوَلَ عليه، إذ هو المصدَرُ الأوحَدُ الأساسيُّ الذي يحفظُ لغته من الضياع، ويصونها من كل عابثٍ مارقٍ. ونظراً للأوضاع التي يتخبَّط بها الإنسان، وخطورة الحالات التي يعيشها، فقد بات بحاجةٍ ماسَّةٍ إلى التذكير دائماً بآيات الله البيِّنات، وبحاجة في الوقت نفسه إلى أن يتكلَّم، أو يكتبَ، أو يقرأ بلغة سليمة، لا اعوجاج فيها... وقد وفّقنا الله جَلَّ شأنه إلى وضع هذا المعجم معجم إعراب مفردات ألفاظ القرآن الكريم. نسأل الله سبحانه وتعالى، أن نكون قد وفقنا بمعونته إلى ما نصبو إليه، بإنجازنا هذا السِّفر النفيس.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد