-
/ عربي / USD
يستقي المواطن الأوروبي معلوماته عن الإسلام من كتابات المتخصصين في هذا المجال من علماء الإسلاميات في الغرب، وهؤلاء هم بطبيعة الحال من المستشرقين؛ هذا فضلاً عما يكتبه بعض الأدباء أو الفلاسفة الأوروبيين...
ولكن كتابات هذا الفريق الأخير لا تخرج في غالب الأحيان عن كونها مبنية على كتابات المستشرقين، فالإستشراق بصفة عامة هو: علم الشرق أو علم العالم الشرقي، وتطلق كلمة مستشرق على كل عالم غربي، يشتغل بدراسة الشرق كله أقصاه ووسطه وأدناه في لغاته وآدابه وأديانه، وعلى ذلك فإن الرأي الذي يكونه المواطن في الغرب لنفسه عن الإسلام يتأسس في المقام الأول على هذه الكتابات.
وهنا لا بد من التأكيد على أن الصورة السلبية السائدة اليوم عن الإسلام في الغرب ليست مجرد صورة وقتية عارضة، وإنما هي صورة قديمة صاغتها قرون طويلة من الصراع الحضاري بين الإسلام والغرب.
من هنا، يأتي هذا المؤلَّف بمجلداته الذي يرمي المؤلف من خلاله الوصول إلى ما يأتي: أ-تعريف القارئ المسلم بجذور هذه الصورة القديمة في الفكر الغربي، وإطلاعه على الأسباب البعيدة للمواقف الغربية عن الإسلام، وحمايته من الوقوع في أسر عقدة التخلف ومركبات النقص التي يراد ترسيخها في ذهنه، ب-دفع المؤسسات الإسلامية العلمية إلى النهوض بمسؤولياتها تجاه الإسلام في مواجهة التشويه الغربي لحقائق الإسلام وحضارته وتاريخه والإستعداد الجيد لإجراء حوار حضاري مع الغرب من أجل القضاء على ما ترسخ في العقلية الغربية من مفاهيم مغلوطة وأحكام مسبقة عن الإسلام والمسلمين.
من هنا، تأتي أهمية هذا الكتاب الذي مثلت قضية الإسلام والإستشراق محوره الأساسي، حاول المؤلف في الباب الأول منه أن يعرض أمام القارئ صورة متعددة الوجوه للإسلام في نظر الغرب، وبما أن، وكما أسلفنا، أن المواطن في الغرب يكون رأياً لنفسه من خلال قراءاته في كتب يعتمد مؤلفوها في أغلب الأحيان على المستشرقين كان لا بد للمؤلف وفي الفصول الأولى من هذا الباب أن يعرض بكل موضوعية صورة الإسلام في الفكر الغربي من واقع نماذج من كتابات ثلاثة من المستشرقين الأوروبيين، مناقشاً ما ورد فيها من تصورات غربية عن الإسلام مناقشة علمية.
أما الفصل الرابع فتم فيه عرض تصور بعض أدباء وفلاسفة الغرب للإسلام، ثم ليتابع ذلك في الفصل الخامس بتناوله لموضوع الصلات الثقافية بين العالم الإسلام والغرب، ثم ليتطرق في الباب السادس مرة أخرى، إلى بعض الجهود الغربية لإجراء حوار حضاري بين الإسلام والغرب، أما الفصلان السابع والثامن فقد تم تخصيصهما لعرض تصور كاتب أوروبي مسلم لعدد من القضايا التي تتعلق بالعالم والإنسان والأديان والإنسانية والمجتمع.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد