إذا ما تأملنا العنوان: عصفور من الشرق؛ نجد أنه يتكون من مقطعين: الأول عصفور ذلك الطائر الهائم المتعلق بقماشة السماء.. الذي لا يرضى بالدَون؛ فهو محلق مترنم يعيش حياة إنسانية خالية مما يشوبها من حمأة الأخلاق والأفعال والسلوك. والثاني؛ من الشرق منبع الفضيلة، ومهبط الديانات السماوية. وهذا يعني كلمة واحدة لا غير وهي: الإنسانية. وهذه العنونة تدعونا للتفكير حول ما تحويه تلك الرواية من أهداف وأبطال وأحداث. تتكون الرواية من عشريم فصلاً؛ تدور حول هذا العصفور الرقيق الذي هاجر عشه في الكنانة إلى مهاوي الغرب، وهذا العصفور إسمه "محسن" الذي ما زال متمسكاً بهويته الشرقية المصرية؛ من نلبس وتراث وعادات وتقاليد، أمام حضارة الغرب الزائفة.
يحاول "الحكيم" أن يقدم للقارئ من خلال هذه الرواية؛ مقارنة بين أفكار الشرق والغرب؛ من حيث الحب والفكر والروح، فـ (محسن) يرى أن الحب قد ظلمه الغرب حين حاصروه في زنزانة المادية المتمثلة في زجاجة عطر "هوبيجان" وبعض أوراق الورد، في حين أن الحب أرفع من هذا.. فهو عندما أحب سوزي/ تلك الفتاة الباريسية، أحبها على طريقة السرقيين، ورسم لها عالماً أجمل يرتفع عن الماديات، ولكن الأمور إنقلبت عليه، وبقي وحيداً، وغادر وحيداً إلى شرقه الذي ينتظره.