-
/ عربي / USD
في أواخر عام 1993م انهارت أصنام الشيوعية في عقر دارها فيما كان يعرف بالاتحاد السوفيتي، ومن قبله في دول الكتلة الشرقية في أوروبا، وهذا الانهيار القاتل للتيار الماركسي يؤكد ما عرضناه من نقد علمي للمادية الجدلية في هذا الكتاب، ويؤكد صدق ما تنبأ به الشاعر الروسي المعروف ألكسندر سولشينتسين الحائز على جائزة نوبل عام 1970 حين قال (إن هذه الملايين التي نشأناها وربياناها - ما مصيرها؟ إلى أين قادتنا المساعي المضيئة والرؤى الروحانية للمفكين الكبار؟ ماذا يمكن أن نتوقعه من خير من أجيالنا المقبلة؟ إنهم بلا شك سيلتفتون وراءهم يومًا من الأيام ويدوسوننا بأقدامهم.. أما ما يتعلق بهؤلاء الذين دفعوهم إلى ذلك فإنهم سيفعلون معهم نفس الشئ ويدوسون فوقهم بأقدامهم).
فلا بقاء لنظام يعتدي على إنسانية الإنسان بإلغاء ذاتيته وامتهان كرامته والحجر على حريته وعقله وشل تفكيره، وفي ذلك عبرة لأولي الألباب، ونأمل أن تسهم هذه الطبعة الجديدة من هذا الكتاب في إثارة الاهتمام بين طلابنا بالدراسات الفلسفية، وفي تمهيد السبيل لمزيد من الاطلاع الجاد والبحث العميق في هذا الحقل الذي يمثل قمة الإنتاج العقلي للإنسان في شتى العصور.
ونود أن نشير هنا إلى أن هذا الكتاب "تمهيد الفلسفة" في طبعته الجديدة يشكل كتابنا "مقدمة في علم الأخلاق" وكتاب "مدخل إلى الفكر الفلسفي" لبوخينسكي - الذي قمنا بترجمته إلى العربية من اللغة الألمانية - وحدة واحدة، فهذه الكتب الثلاثة يكمل بعضها بعضًا، من حيث إنها تشكل سلسلة متشابكة الحلقات تخدم هدفًا واحدًا، وهو تمهيد السبيل أمام الشباب لدراسة الفلسفة بفروعها المختلفة.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد