-
/ عربي / USD
العلاقة بين الخير والفضيلة الأخلاقية (بما فيها العدالة) هي محور جميع كتابات روسو، وفي كتاب "إميل أو التربية" سنجد أكثر المعالجات منهجية لهذا الموضوع الهام.
وفي سياق مناقشة موضوعة الفضائل الأخلاقية سنجد أهم أفكار روسو حول موضوعات الإيمان والعدالة والخير والشرّ، خاصة في فصل "كاهن سافوا"، التي تثير جدلاً كبيراً... كما أن روسو يقدّم دروساً ممتعة في التربية الحديثة بدءاً من تربية الأطفال وطرق التعلّم وإكتساب الفضائل وصولاً إلى العلاقة بين الرجل والمرأة والحياة الزوجية...
من بداية الكتاب يطرح روسو أكثر مقولاته إيجازاً وبلاغة حول غايته من تأليف كتاب "إميل"، ففي سياق تحديد نوع التربية الذي سيعرضه - "التربية المنزلية أو التربية الطبيعية" - يطرح روسو هذا السؤال: "ما الذي سيمثّله للآخرين رجل تربّى تربية فريدة من أجل نفسه؟".
وهنا نرى كيف أن تلميذه الخيالي، إميل، سوف يصبح رجلاً تربّى تربية فريدة، تربية من أجل نفسه؛ بمعنى أنه تربّى على ألاّ يخضع لأي سلطة خارج ذاته ومن دون أي تحيزات يغرسها الآخرون بداخله.
المسألة إذن هي تحديد العلاقة بين ما هو خير بطبيعته من أجل ذات المرء ككيان مستقل وبين متطلبات العدالة في العلاقات مع الآخرين، تجري معالجة هذا الموضوع في "إميل" في ضوء إنخراط روسو في معالجات أخرى الأمور مشابهة.
ففي الوقت الذي يناقش فيه روسو قضايا أساسية ذات أهمية لمعاصريه، فإنه يفعل ذلك في نطاق أشمل توفره دراسته لأعمال لوك وأفلاطون بصفة خاصة، يبرز كلا المفكران بوضوح عبر صفحات كتاب روسو، ومواجهته مع أفكارهما هي أحد الأمور التي تجعل من "إميل" أعظم كتبه على الإطلاق، فهو هنا يقارن نفسه باثنين من أعظم المفكرَين في العصور الحديثة والعصور القديمة في طرح ومناقشة فكرة التربية، بجوانبها الذاتية والإجتماعية والأخلاقية، بروح فلسفية وعملية.
وقد أضافت دار التنوير إلى هذه الطبعة واحدة من أهم المقالات التي كُتبت عن كتاب "إميل"، لكريستوفر كللي، وهي مقالة تعتبر إضافة لفهم أبرز أفكار روسّو.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد