يتناول هذا الكتاب دراسة الكواكبي من زاوية محددة جداً، إذ تقتصر الدراسة في الجزء الأكبر منها على تتبع أفكار الكواكبي كما وردت في كتابه "طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد". لذلك اتخذت طابع التحليل الذي يضعنا بالتدرج إزاء الأفكار التي عبر عنها الكواكبي من خلال الكشف عن مضمونها هبر مستويات ثلاث أولاً، إبراز شخصية الكواكبي المصلح وما كان لهذه الشخصية من أثر من الأفكار المصاغة، ثانياً: إظهار مضمون هذه الأفكار بالذات من خلال ربطها أيضاً بالحقبة التاريخية التي ضيفت فيها. أي إظهار الجانب التاريخي لكتاب طبائع الاستبداد من حيث اعتباره تحليلاً للواقع الاستبدادي الذي كان سائداً. ثالثاً: إبراز مدى فعالية هذه الأفكار وما يرتبط بها من تحليل للواقع في تغيير هذا الواقع بالذات، لذلك ظلت الدراسة في إطار إظهار البنى التي شغلت فكر عصر النهضة كما انعكست في كتاب الكواكبي هذا.