-
/ عربي / USD
"من هنا فهو مؤرخ في الدرجة الأولى.
غير أن التأريخ عنده لم يقتصر على حقل محدود ومخصص وضيق! فقد اشتمل، مع ما اشتمل عليه، علي جميع قضايا العمران. ومن هنا فهو عالم اجتماعي بمنطق مفهومه للتاريخ والمؤرخ.
وبين العمران والتاريخ تربط الأمور المنهجية والهواجس التي تترتب على غربلة الأخبار ونبذ ما لم تثبت صحته والتشبث بما هو صحيح حسب قواعد وقوانين مدروسة. ومن هنا فهو عالم في المنهجية-حسب التعابير الحديثة.
طبعاً كان لجميع هذه الطموحات حدودها: نظرياً، كما فهمها هو وخطط لها تفكيرياً أو تنظيرياً، وعملياً، كما حققها في كتاباته وعبره.
وإن تبيان هذه الحدود بمعنيين اثنين: بمعنى ما قرره ابن خلدون وحققه وبمعنى ما قصر في تخطيطه أو في تحقيقه، نقول أن تبيان تلك الحدود هو من أهم هواجس هذه الدراسات.
وقد كانت لها، وفي أكثر من مناسبة، تصحيحات لما يقع داخل تلك الحدود، وتوجيهات في كيفية تخطيها التخطي المأمون-بقدر ما أعطينا أن نقرر هذا "المأمون" من زاوية المعطيات العلمية الحديثة.
وما ذلك سوى مسلك وحسب، من عدة مسالك، تبنته لتربط عبره ما توفره من عبقريات ابن خلدون بقضايا الحضارة الإنسانية المعاصرة.
هذا مقصدها، أما توفيقها ومدى نجاحها فأكر -وإن كثرت بخصوصه إدعاءاتها وطموحاتها- فتبقى حكماً من اختصاص الثقاة ذوي الخبرة والكفاءة من عباقرة التاريخ والمستقبل!".
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد