-
/ عربي / USD
لعل أوسع درجات التقدم في دراسة الظواهر الاجتماعية تتجلى أكثر ما تتجلى أثناء بروز الأزمات الاجتماعية، فكلما اشتدت الحوادث وتجاوزت النطاق المألوف لها، وحصل ما يسمى بالتغيرات والتفلبات التي تلفت الانتباه، فنأت بالمجتمع عما يعرف "بالحالات العادية"، كلما كانت الحاجة ماسة إلى تعلم الاجتماع، العلم الوحيد، الذي ارتبطت بحوث ودراسات أعلامه، بما كان يهز المجتمع من أحداث، وما كانت تقع فيه من قضايا تجعله في قلق واضطراب كبيرين.
من المهم جداً أن توضح منذ البداية أن كل حدث هام يقع في أي مجتمع من المجتمعات البشرية، لا بد أن يحمل في طياته، أسباباً تصلح لتقدم علم الاجتكاع وتطوره ولو بدرجات ضئيلة على أبسط احتمال. فحدوث أي اضطراب أو قلق في أي مجتمع يتصل حكماً بوجود فئة من المثقفين تسارع التجربة الجديدة، وفق مقاييس ومعايير تقترحها، أو تراها مناسبة، وتباشر بوضع المقترحات والحلول.
وبناءً على ذلك، فإننا نرى، أن أي مجتمع بشري، لا يخلو في المطلق، من حركة اجتماعية خفية تضمرها عادة البنى التحتية للمؤسسات التجمعية، وذلك نظراً لما تشتمل عليه هذه المؤسسات من حقوق وقوانين وأعراف، أو من مبادئ وبديهيات متعارف عليها. وهذه الحركة الاجتماعية الخفية التي نتحدث عنها تشكل حتماً معالم أولية لنشوء وظهور المدارس ذات الطابع الفلسفي الاجتماعي.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد