جرت عادة العلماء تأليف كتب يجمعون فيها أسماء شيوخهم ومروياتهم عنهم، سواء كانت أحاديث، أو كتباً. وهذا الكتاب ألفه الحافظ ابن حجر العسقلاني في هذا القبيل، وجعله فهرساً جامعاً لشيوخه ومروياته عنهم، صنفه على أسماء الشيوخ، مرتباً إياهم على حروف المعجم، وذاكراً ضمن ترجمة كل شيخ...
جرت عادة العلماء تأليف كتب يجمعون فيها أسماء شيوخهم ومروياتهم عنهم، سواء كانت أحاديث، أو كتباً. وهذا الكتاب ألفه الحافظ ابن حجر العسقلاني في هذا القبيل، وجعله فهرساً جامعاً لشيوخه ومروياته عنهم، صنفه على أسماء الشيوخ، مرتباً إياهم على حروف المعجم، وذاكراً ضمن ترجمة كل شيخ ما رواه عنه من كتب العلم المتنوعة، كالقراءات والحديث، وأصول الدين، والفقه، والأدب وغير ذلك. وكان لهم علم الحديث هو الغالب فيها، وهو يسوق إسناده في كل كتاب منها من شيخه الذي رواه عنه إلى مؤلف الكتاب. فجاء هذا الكتاب جامعاً لشيوخ ذلك العصر وأعيانه، وسجلاً حافلاً لتراجمهم ومآثرهم ومناقبهم، كما جاء ديواناً جامعاً لمؤلفات الحديث الشريف وغيره من العلوم الإسلامية، ولرواة هذه الكتب في كل عصر من العصور الأولى.
ولذا فقد مثل الكتاب صورة حية للقرنين الثامن والتاسع، نتعرف من خلاله على معالم المجتمع الإسلامي ومظاهره الحياتية في تصور الحلفاء، دواوين القضاة، والمساجد، والعواصم، ومدارس العلم، وحلقات العلماء الخاصة ومجالسهم، كما أنه ترجم لمختلف الشخصيات المتنوعة من خلفاء وأمراء، وقضاة وعلماء، ومحدثين وقرّاء وفقهاء، وأصوليين، وأدباء، ولغويين، ونحاة وشعراء ومؤرخين وصالحين وخطاطين وأطباء ومؤذنين ونساء.
إلى جانب ذلك فقد أرّخ لهذه الحقبة من الزمن، وذكر أهم الحوادث التاريخية التي حصلت خلالها كاجتياح المغول الثاني للعالم الإسلامي، ووقوع الطاعون العام في أرجاء الأرض. وقد جاء الكتاب ضمن جزءين.