لقد بدأنا بالكلمات حسب الترتيب المعجمي، ورتبناها ضمن منظومة خاصة، فلكل كلمة أخوات بيّنا من خلال التفسير اللغوي أن لكل كلمة دلالتها بدءاً من جذر اللفظ والمعنى الأصلي والمعاني المتفرعة منه والذي هو منزلة الأم لها، وجمعنا شتات الوجوه والنظائر لتوفر للباحث وقته وجهده في مراجعة كتب التفسير واللغة، مبينين سر الإعجاز القرآني من خلال الكلمات وطريقة مجيئها في القرآن الكريم، كما آثرنا أن نبيّن المشترك اللفظي للكلمة من حيث ورودها في القرآن الكريم ضمن كل منظومة، لأن المشترك اللفظي قضية دلالية تقابل قضية الترادف، وهي اشتمال لفظ واحد على عدة معانٍ، يطلق كل منها على طريق الحقيقة لا المجاز، والترادف والمشترك مبحثان ينتميان إلى موضوع واسع وكبير وشامل في تراثنا العربي والإسلامي فيما يسمى غالباً بقضية اللفظ والمعنى... ولعلنا بهذا الجهد نكون قد فتحنا باباً جديداً لفهم القرآن الكريم وسر بلاغته وإعجازه في التنسيق يضاف إلى ما سبقنا به علماء اللغة على مرّ العصور...
وقد اهتمت الموسوعة من خلال شرح المعاني في بسط الحديث وتقريب الفهم والبيان للوصول إلى الغرض والهدف، وبيان سر وجودة الكلمة في القرآن الكريم، فذكرنا ما له علاقة بفقه لغة القرآن الكريم وتفسيره والغريب مع بيان الوجوه الأخرى - إن اقتضى الحال - للإعجاز حسب حاجة العصر، وبخاصة العصر الحاضر...
واهتمت الموسوعة أيضاً بإعجاز الكلمة، بل الحروف، والجملة، والآية، والسورة، وأخذتنا شجون الحديث أحياناً إلى نخبة من طرائف ولطائف سر البلاغة القرآنية التي هي هدف هذه الموسوعة لبيان الأساليب المتنوعة في الأمر والنهي والدعاء والتوبيخ والإنكار والحث والإرشاد، والإستفهام والسؤال، والإنشاء والإخبار، والشرط والتعليق، واكتفينا بالإشارة إلى هذه الأساليب لشدة العلاقة بين الأساليب والبلاغة القرآنية، وبخاصة حين يتغير السياق للكلمة في آيات القرآن الكريم عبر بيان معيار إختصاصها في الجملة وما إذا كانت تخص الفعل أو الإسم والمصدر.
ولعلنا بهذا العمل الذي نرجو فيه مرضاة الله سبحانه وتعالى، نكون قد قدمنا للمستمع من قبل والقارئ الآن شيئاً يضاف إلى الدرس اللغوي في الفروق والإعجاز وأسرار الكلمة وأخواتها في القرآن الكريم الذي ينفك إعجازه يتجدد كل حين حتى يرث الله تعالى الأرض ومن عليها.