-
/ عربي / USD
تبدو مهمة العيادي النفساني في اكتشاف داخلية الآخر غير سهلة بل معقدة وشديدة التطلب، إن على مستوى التجهيز الشخصي والمعرفي (الحدس وإطار مرجعي علمي)، وإن على مستوى التدريب والممارسة، فالهدف من العلاج النفسي هو إعادة التوازن النفسي للفرد، والمساهمة في تعديل مسار الشخصية بالاتجاه الإيجابي الفعّال. إن هذا الكتاب يعالج هذه المواضيع وسواها، في محاولة لرفع درجة الاهتمام بالعيادة النفسية، التي لا تعطي أولوية في بلادنا.
والكتاب ينقسم بشكل عام إلى قسمين كبيرين: يعرض القسم الأول المبادئ الأساسية التي تقود النفساني العيادي إلى أغوار نفسية الآخر، مريضاً كان أو مستشيراً يتلمس كوامنها، ويستشف رموزها، ويلتقط المجهول والغريب والمقلق عند مفحوصه، عبر تداعيه وانفعالاته في الموقف العيادي. ويتناول القسم الثاني مختلف مدارس التحليل النفسي ومذاهبه راسماً الخطط الأولية لها، متقصياً الاضطراب النفسي الذي يستجيب لهذه المدرسة أو لتلك، موضحاً الممارسات العملية للعلاج النفسي، مما يشكل البنيان الأساسي لكل علاج نفسي من كل مذهب. إن العلاج النفسي يتضمن تنوعاً كبيراً من حيث الطرق والتقنيات، ويشكل التحليل النفسي إحدى أهم أشكال العلاج النفسي ولهذا التحليل النفسي مكانته الخاصة في المجال العيادي النفساني، ليس كطريقة علاجية نفسية فحسب، بل، كرائد سلط الضوء على العديد من العمليات النفسية اللاواعية، كعمليات المقاومة والتحويل ومظاهرهما العيادية، وعلى ضرورة تحديد المعالج لتجسداتهما وتأويلهما والتبصر الدقيق بمختلف المعضلات المطروحة.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد