اللغة الفارسية هي ثاني اللغات الإسلامية بعد اللغة العربية، ربطت بينها وبين اللغة العربية علاقات الجوار والدين والثقافة بعرى لا تنفصم، وكانت طوال العصور الإسلامية تحل محل العربية في كل مكان ينحسر عنه المد العربي، ومن ثم انتشرت انتشاراً واسعاً من أقصى حدود الهند إلى آسيا...
اللغة الفارسية هي ثاني اللغات الإسلامية بعد اللغة العربية، ربطت بينها وبين اللغة العربية علاقات الجوار والدين والثقافة بعرى لا تنفصم، وكانت طوال العصور الإسلامية تحل محل العربية في كل مكان ينحسر عنه المد العربي، ومن ثم انتشرت انتشاراً واسعاً من أقصى حدود الهند إلى آسيا الصغرى ومن التركستان إلى المحيط الهندي وهي حالياً لغة إيران وناجيكستان الرسمية واللغة الثانية في أفغانستان. وقد ساهمت هذه اللغة إسهامات واسعة في كافة ميادين الحضارة الإسلامية، وكتبت بها عصور كاملة من التاريخ الإسلامي، وأنتجت أدباً راقياً عظيماً عرفه العالم الغربي منذ أكثر من قرن.
والمعجم الذي بين يدينا يدخل في إطار تجديد الاهتمام بهذه اللغة وهو حصيلة عمل دام لمدة عشر سنوات، سعى من خلالها المعجم للكشف عن هذه اللغة من خلال إلقاء الضوء على مفرداتها، وذلك عبر اعتماده على أمهات المعاجم الفارسية والفارسية الأوروبية، بل واعتماداً أيضاً على كثير من الروايات القصصية المعاصرة مما لم ترد مصطلحاتها في معجم سابق وتم تسجيله وتسجيل معانيه من أفواه قائليه من أهل اللغة، كما تجاوز هذا المعجم المعاجم الأوروبية في تسجيل المصطلحات العامية على اختلاف لهجاتها ومعانيها الحرفية والاصطلاحية، ويصل تعداد مواد هذا المعجم إلى ما يزيد على مائة ألف مصطلح بينما لا يزيد أكبر المعاجم الفارسية العربية السابقة على خمسة عشر ألف مصطلح، وقد فرض معدة على تتبع تاريخ استخدام بعض المصطلحات وما هجر منها وما ظل شائعاً ومستخدماً، كما ورأى أنه لمن المفيد أن يضمن المعجم نبذ عن أهم الأعلام الإيرانيين منذ عصورها القديمة إلى وقتنا الحالي.