احتل موضوع التداوي بالعسل مكانة فريدة في السنوات الأخيرة، حتى إنه أصبح من الأدوية الرئيسية في الصيدليات العالمية. بل إن الأطباء العالميين يعالجون به الآن أخطر الأمراض والجراحات التي يصعب التئامها.
ولا ريب أن هناك اهتماماً بالغاً من الباحثين والأطباء والكتاب بتسجيل التجارب التي أجريت على العلاج بعسل النحل، وإصدارها في كتب وتقارير بمختلف اللغات. وقد حظيت المكتبة العربية بطائفة من هذه الكتب.
غير أن هذه الكتب لم يستوف موضوع التداوي بالعسل من كل نواحيه، فبعض هؤلاء المؤلفين رجح جانب الحديث عن النحل ومملكته على جانب التداوي بالعسل، وبعضهم فعل العكس، غير أن ما يميز هذا الكتاب هو جمعه لكل ما يتعلق بالنحل ومنتوجاته وفوائده، حيث ضم في قسمه الأول وصفاً لمملكة النحل يكشف عن قدرة الله في إلهام هذه المخلوقات كيف تدير مملكتها بنظام دقيق. وكيف تمتص الأزهار وتحوله إلى عسل مختلف ألوانه، وكيف تدافع عن خلاياها، وكيف تبنى أقراص الشمع... إلى آخر ما تحفل به هذه المملكة من عجائب تحير العقول.
وفي القسم الثاني حاول الكتاب الإلمام بفوائد العسل ومنافعه وفوائد حبوب اللقاح، والشمع، وسم النحل وهنا تم التوقف عند فوائد العسل بالنسبة للأطفال ونموهم وأهميته في علاج الأورام الخبيثة، وعلاج الروماتيزم، والحفاظ على البشرة، وأمراض العيون، والأنفلونزا، وأمراض الجهاز التنفسي والقلب والكلي وغيرها.
إلى جانب هذا ينفرد هذا الكتاب بإلقاء الضوء على النعم التي وردت في سورة النحل، حيث أن هذه السورة جاءت حافلة بكثير من آيات النعم وأيادي الله على البشرية -مثل الانتفاع بالأنعام، ودواب الركوب ومحصولات الأرض، وماء المطر، وسمك البحر، والحلية التي تستخرج منها.