يعالج كتاب «المكوَّنات الإسلامية لهُويَّة أوروبا» لمؤلفه "فريد موهيتش" ما يدور حول أيديولوجيا التميز الثقافي والديني ضد العناصر الإسلامية المكوَّنة للهوية الأوروبية لصالح العناصر المسيحية والتي تتعارض مع المبادئ المعاصرة الداعية إلى الاحترام المتبادل بين الثقافات...
يعالج كتاب «المكوَّنات الإسلامية لهُويَّة أوروبا» لمؤلفه "فريد موهيتش" ما يدور حول أيديولوجيا التميز الثقافي والديني ضد العناصر الإسلامية المكوَّنة للهوية الأوروبية لصالح العناصر المسيحية والتي تتعارض مع المبادئ المعاصرة الداعية إلى الاحترام المتبادل بين الثقافات والشعوب والأديان.انطلاقاً من هذا الهم المعرفي يكون الهدف الرئيسي من هذا الكتاب هو تقديم الحقيقة التي، وإن كان لا يمكن إنكارها، تمّت التعمية عليها بشكل فعّال للغاية، بل وإحلال أكبر سرديّة مخادعة في التاريخ مكانها، عبر التأكيد على أن أوروبا قارة مسيحية الثقافة بشكل حصري. في حين أن الحقيقة هي أن أوروبا قارة متعددة الثقافات بشكل لا يقبل غير الشمولية والتكامل! فمنذ أكثر من 1300 عام وهوية أوروبا الثقافية تتشكّل، بشكل حصري، عن طريق تفاعل مؤثرات ثقافية متعددة ومتنوعة، مع دور مُهَيْمِن لعناصر ثقافية، هي نتاج الحضارات اليهودية – المسيحية والإسلامية.وكما هو معروف، فإن أصول هذه الديانات التوحيدية الثلاث ومهْد ولادتها هو قارة آسيا، وبالتالي فكلّها وافدة على القارة الأوروبية. وهذه الحقيقة، في ذاتها، تنزع من كل تلك الديانات حقّها في ادعاء حصرية تمثيلها لهوية أوروبا الثقافية دوناً عن غيرها. فأوروبا لم تكن، في أية مرحلة من مراحل تاريخها، قارة أحادية الثقافة، وبالتالي فلا يمكنها بأية حال أن تكون قارة حصرية للثقافة المسيحية. لذا فإن مراوحة المكان والإصرار على البقاء داخل حيز إطار التزوير القائل بالتناقض بين "أوروبا المسيحية" و"الإسلام – غير الأوروبي"، يعني في النتيجة تعميق انقسام الوحدة الأصلية للهوية الثقافية الأوروبية، وهو ما يُؤدّي مباشرة إلى مواجهة ديمغرافيّة داخل أوروبا، وإلى الفصل بين سكان أوروبا على أساس الانتماء الديني أو الثقافي. أما الهدف الثاني الذي يضعه مؤلف هذا الكتاب من عمله هذا؛ فهو التحذير من المخاطر الكامنة في رفض قبول المساواة بين الإسلام والمسيحية ونفي الحقائق التي تؤكد ذلك الوجود الثابت للعناصر الثقافية المسيحية والإسلامية في الهوية الأوروبية...