-
/ عربي / USD
يسمح لنا المؤلف بالدخول في عالم العلاقات الإجتماعية الذي حاول علم النفس الإجتماعي سبر أسرارها فبين أن خبراتنا اليومية مع الغير تؤثر في مجرى حياتنا. أتعلق الأمر بحياتنا الحميمة، أم بحياتنا داخل المجموعات الصغيرة، أو المؤسسات الكبيرة. أصبحنا بفضله ندرك بصفة أوضح الأفكار التي يحملها الناس عن أنفسهم، وعن الآخرين، وعن أهوائهم، ومخاوفهم، واتجاهاتهم، وقيمهم، واستعدادهم للتعاون فيما بينهم. أو خذلان بعضهم البعض . ونجاخهم أو فشلهم ولا يوجد في واقع الأمر، مجال من علم النفس العام يحلل المعيش اليومي كما يحلله علم النفس الإجتماعي. ذلك أن هذا العلم يركز بصفة نوعية على الأساس النفسي للتفاعل الإنساني.
حاولنا تفسير بعض الظواهر النفس الإجتماعية مثل الإتجاهات النفسية وخاصة السلبية منها مثل الأحكام القبلية أو ما اصطلح عليه قديما بالتعصب والعدوانية. وارتأينا وسائل لمعالجتها وهي التواصل والقيم، والقيادة الحكيمة إذا ما اضطلع الشخص بمسؤولية قيادية.
يدخل التعصب والعدوانية والتسلط والهيمنة اضطرابا على العلاقات الإجتماعية فتتسبب في الهجر والقطيعة مما يفقد الإنسان توازنه النفسي.
ليست هذه الظاهر الإجتماعية التي عالجها علم النفس بالجديدة. بل عالجها القرآن الكريم والحديث الشريف. حرم سبحانه وتعالى العدوان وما يصحبه من مظالم. ونهى عن الكبرياء واحتقار الغير كما نهى عن الرذائل، والتفرق ، وأمر بالتعاون والتمسك بالعروة الوثقى. وحث النبي (صلى الله عليه وسلم) على تدعيم العلاقات الإجتماعية بالتزاور والتهادي، واحترام الجار ، وخدمة الناس كما أكد على الأخلاق المدعمة لأنه يمثل الأسوة الحسنة والنموذج الأمثل في شتى مجالات الحياة.
ارتأينا أن نربط بين ما جاءت به السنن الإلهية المنظمة لسلوك الإنسان الإجتماعي والقوانين المحددة لهذا السلوك والتي كشف عنها علم النفس الإجتماعي سعيا منا لتحقيق تكامل ثقافة المسلم الإجتماعية والأخلاقية، ودعما لتماسك شخصيته.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد