-
/ عربي / USD
تناولت المؤلفات التي صدرت عن أمين الريحاني حتى تاريخ تدوين هذه الدراسة وجوهاً هامة وأساسية لصاحب "كتاب خالد". بعضها عالج المناحي الأدبية العربية وبعضها الآخر عالج المناحي الوطنية والاجتماعية. ومن المؤلفين من عول على فكر الريحاني التحرري وفهم من عول على الفنون الأدبية التي ترك أثراً فيها، فريق ركز على المضمون والأسلوب، وفريق آخر اختار مواقف معينة وعالجها في نتاج فيلسوف الفريكة.
هذه الرسالة قد تكون مختلفة عن سواها في غير منحى. إذ هي حاولت أن تدرس الأمين في كلية فكرية متكاملة. ولا أقول كلية أدبية، لأن ذلك يستوجب التوقف عند الشكل والأسلوب واللغة، الأمر الذي لم تدخله هذه الدراسة في إطار أبحاثها، رغم الإشارات العاجلة إلى ذلك بين الحين والآخر.وغاية الدراسة هي الخروج بطرح فكري محدد يختصر فيلسوف الفريكة بكلية إنتاجه الفكري والأدبي والسياسي بالعربية والإنكليزية. من هنا فإن منهجية هذه الدراسة تميزت بالنقاط الآتية: أولاً: أسقطت جميع المقدمات التاريخية التي تشكل قاسماً مشتركاً لأدباء ومفكري النصف الأول من القرن العشرين، والتي باتت مدخلاً تقليدياً لمعظم الدراسات الأدبية التي تتناول هذه الحقبة أو وجهاً بارزاً من وجوهها. ثانياً: جاء الباب الأول في الدراسة ليعالج السيرة الثقافية، وليس مجرّد السيرة. والمقصود بذلك التعويل على الخلفية التكوينية لفكر الريحاني وعلى المخزون الثقافي الذي اجتمع لديه، مع الأيام، من خلال مطالعاته الفلسفية والسياسية والأدبية ومن خلال علاقاته الفكرية والثقافية التي أسسها ونمّاها ضمن الأوساط الأميركية في مرحلة باكرة، وضمن الأوساط العربية، في مرحلة لاحقة. ثالثاُ: جاءت السيرة دراسة لتطور العلاقة المتوازية بين فكر الأمين وأحداث حياته، بحيث عالجت سيرة المفكر على ما صادفته من أزمات إنسانية وذهنية وعاطفية، إلى جانب تتبعها للصراع الروحي والمادي الذي ميّز تلك السيرة. رابعاً: اعتمد البحث في الباب الثاني من الدراسة على النصوص العربية والإنكليزية المنشورة وغير المنشورة، سعياً إلى الخروج ببنية فكرية متواصلة، تبدأ بالرفض وتنتهي بمرتكزات "المدينة العظمى" مراراً بمراحل الشك، والقبول، ونظرة "خالد" إلى الوجود والذات. خامساً: هذه المنهجية المتبعة من شأنها توضيح إشكالية العلاقة القائمة بين الأدب والسياسة عند أمين الريحاني، وبين الفلسفة والأدب لديه.
فالموقف الفكري النهائي موقف واحد متماسك عند فيلسوف الفريكة. وما الفلسفة والسياسة والأدب والنقد والتأريخ سوى معالجات مختلفة لمحور واحد يدور حوله فكر الريحاني وأدبه، ألا وهو "المدينة العظمى". بهذه المميزات، تمتاز هذه الدراسة، التي أتت لتكمل ما سبقها من دراسات حول الموضوع، وتطرح الريحاني صاحب "مدينة عظمى" في خلاصة ما كتب.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد