-
/ عربي / USD
يعرض الريحاني في هذا الكتاب للقضيّة الفلسطينية عرضاً خاصاً يتميز عن سواه، فهو اللبناني ذو الإتجاه العربي، وهو ابن نيويورك حيث اليهود يؤلفون ظاهرة بارزة في مجتمعها.
وهو الكاتب العميق الإطلاع والمؤرخ الدقيق، وهو الديناميكي إلى درجة مدهشة، المتنقل بين الشرق والغرب للإطلاع وللإطلاع حاملاً إلى الغرب تآليفه الحاملة روح الشرق وقضاياه، وجالباً من الغرب علماً وحداثة، والريحاني في ثقافته المتشعبّة ذو نظرة إنسانية شاملة وقومية في الوقت نفسه.
ويظهر ذلك واضحاً في كتابه هذا كما يظهر في كتاباته بصورة عامة، فهو يرى أن الصهيونية السياسية عدوَّة كل من اليهود والعرب، والدولة اليهودية خطر على نفسها وعلى كل شيء في داخلها، ونهايتها الإنهيار، كما أنها تقوم على أساس غير علمي، فلقد توقّف اليهود منذ ألفي سنة عن أن يكونوا أمّة، والعِرْق اليهودي الصافي شيء مختلق من الخيال.
وهو يفرّق بين الدولة اليهودية والوطن اليهودي الذي لا يشمل إلا جزءاً من فلسطين، وهو يؤيد الصهيونية الثقافيَّة المتمثلة بالصناعات والفنون، والصهيونية الروحية التي لا ترى في فلسطين وطناً لليهود، بل حيث وجد اليهود ووجدت التوراة يكون الوطن.
وللريحاني تنبؤات يوردها في هذا الكتاب، كتنبئه بأن ولادة الدولة الصهيونية ستعني حروباً مأساوية متتالية، وهذا ما يحدث فعلاً... وما ذكر إلا بعضاً من نقاط عديدة عظيمة الأهمية لا تتجلى إلا بقراءة هذا الكتاب النفيس.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد