-
/ عربي / USD
في هذه المجموعة أبدع نجيب محفوظ عالماً موازياً لما يسمى بتاريخ الضمير البشري. ففي اللص والكلاب يقف البطل سعيد مهران منفرداً أمام خيانة المقربين له فهو ضائع بين زوجة خائنة ومجتمع عاجز عن نصرة الحق. وسعيد مهران يسعى بكل قوته إلى محاسبة الذين صنعوا ماضيه ثم خانوا قضية وتخلو عنه فهو ثائر متمرد على الظلم الاجتماعي وليس مجرماً.
وفي خضم الأحداث تبدو ابنته سناء وكأنها الأمل الوحيد الذي يسعى للإمساك به فهي رمز لما سيأتي إن هذه الرواية الرمزية تختزل كل معطيات العمل الفني الناجح ولأن التصوف قد احتل مكانة كبيرة في حياة المصريين فإن رواية السمان والخريف حيث البطل يمارس صوفتيته في محاولة لنسيان الآلام والهروب من الواقع. أما (نعمات) البطلة فهي تؤدي هنا وظيفة رمزية يتضح من خلالها الموقف الفكري الذي يريد الكاتب التعبير عنه.
أما الطريق وهي الرواية الفلسفية التي كتبها نجيب محفوظ في إحدى المراحل يبرز البطل (صابر الرحيمي) الإنسان الضائع، الحائر، على طريق الحياة ما بين الخير والشر. وفي النهاية يتغلب الشر على ما عداه بينما تعكس رواية (الشحاذ) المسعى الإنساني للبحث عن طريق للخلاص من الحيرة التي يعيشها فالبطل وجد في التصوف مخرجاً له مما يعانيه وهذه الرواية تنبض بأكثر من دلالة صوفية إذ أن التصوف في نظر نجيب محفوظ حل ميتافيزيقي لكثير من المشاكل. والرواية عموماً تعكس الصراع بين مجموعة من المتناقضات كالمادة والروح، العلم والتصوف.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد