-
/ عربي / USD
تدور حوادث "الرغيف" خلال الحرب العالمية الأولى (1914-1918) على ثلاثة محاور رئيسية: المجاعة في لبنان، الشهداء الذين علّقهم جمال باشا على المشانق، والثورة التي قام بها العرب على الأتراك.
ويجمع النقاد على اعتبار "الرغيف" إحدى شوامخ الروايات العربية. وقد تلقّوها على أثر صدورها سنة 1939 على أنها حدث في تاريخ الأدب، وفي هذا النوع من أنواعه بالذات، لأنها تفصل بين مرحلة ومرحلة، وتنتقل بالرواية العربية من السرد التاريخي الجاف، في أوائل القرن العشرين، والوعظ الأخلاقي الرتيب، وكذلك من محاولات الاقتباس والتقليد التي حفل بها العهد، إلى الإبداع النفي.
ولأول مرة التفت المستشرقون إلى الرواية العربية الحديثة منطلقين من "الرغيف"، فقال فيها "جاك برك" إنها الرواية الرائدة. وهي تعتمد لدى المستشرقين في أوروبا وأميركا مرجعاً لتاريخ حقبة هامة على الصعيدين الأدبي والوطني لا في لبنان وحده بل في البدلان العربية كافة.
وتقول فيها "مي": "لم يؤرخ أحد المأساة الغبراء التي عرفتها بلادي كما أرّخها توفيق يوسف عواد في "الرغيف". إن توفيق يوسف عواد قد عاشها عنّا جميعاً. وهو لا يحيا الأشخاص فيها والكائنات-بما فيها الجمادات- حياة مليئة فحسب، بل هو يحسّها إحساساً فنياً دقيقاً ويعبّر عن هذا الإحساس تعبيراً فنياً ممتازاً".
ومعنى ذلك، استنتاجاً، أن "الرغيف" عمل أدبي بحت، ليس فيه من التاريخ إلا الهيكل العظمي. أما لحمه ودمع فمن خلق المؤلف وأنفاسه. وكذلك أبعاده القومية ومراميه الإنسانية. ولعل رشدي معلوف يعني "الرغيف"، أكثر ما يعني، إذ يقول: "إن توفيق يوسف عواد يجمع إحساس الشاعر وشموله ومثاليته إلى دقة ملاحظة المؤرخ الاجتماعي وعمق استنتاجه. وهو ذلك الفنان الموهوب الذي يحملنا في غيبوبة الفن من جوّ ما هو كائن إلى جوّ ما يجب أن يكون".
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد