تعرفه شاعراً وأديباً وتقرؤه فيلسوفاً، تفرد بلون من النثر الفني يكاد يكون نثراً شعرياً منظوماً، تصور الاتجاه الرومانسي في الشعر، ثم عدل عنه إلى النثر الفني، أرخ للأدب العربي بأسلوب أظهر براعة نهجه وسعة إطلاعه وقدرته على الإحاطة بفنون هذا الأدب خاض معارك أدبية عنيفة مع عمالقة عصره من الأدباء والمفكرين أثرت الحياة الثقافية وقتها.
واقترنت باسمه ثلاثية متكاملة من الإبداع الأدبي الذي اتخذ من فلسفة الحب والجمال وأوصافهما موضوعاً: هذا هو مصطفى صادق الرافعي، ورائعاته الثلاث: "رسائل الأحزان" و"السحاب الأحمر" و"أوراق الورد"، تضمها دفتا مجلد جديد من سلسلة "صفوة" التي اصطفت من قبل رائعات لـ"مصطفى لطفي المنفلوطي، وثروت أباظة، وجبران خليل جبران، وأحمد شوقي" ويزين صدر هذا المجلد دراسة عميقة ضافية وضعها الدكتور عبد القادر القط، أبرز فيها سمات أدب الرافعي عموماً وملل فيها هذه الأعمال الثلاثة بصفة خاصة.
وقام محرر وإدارة النشر العربي بالشركة بتدقيق هذه الأعمال وضبط مواطن اللبس في مفرداتها وتعليق الشروح عما غمض منها، وهذه مقرونة بعلامة نجمية تميزاً لها عن الشروح والتعليقات التي وصفها الرافعي أصلاً. إن مصطفى صادق الرافعي علامة بارز في تاريخ الأدب العربي وهي حقيقة لن يختلف فيها اثنان، حتى لو اختلف الكثيرون حول سمات إبداعاته الأدبية وقيمها.