ظهرت رواية "المخطوف" روبرت لويس ستيفنسون سنة 1886، على شكل عدة حلقات في مجلة للأحداث تهتم بقصص المغامرات، ثم نشرت، في العام نفسه، في كتاب. وقد اكتسبت الرواية، عبر السنين، شهرتها كرائعة أدبية وكقصة مغامرات من الطراز الرفيع، لأنها حافلة بكل عوامل التشويق من تنوع الشخصيات، إلى وصف أعمال الخطف ورسم الخطط والمؤامرات، إلى الجرائم المروعة والمطاردات المثيرة، كل ذلك في سرد تفصيلي رشيق.

تجري أحداث الرواية في اسكتلندا بعد خمس سنوات من فشل آل ستيوارت في إيصال الأمير تشارلز إلى العرش. وقد نقلت كل جوانب تلك الفترة بدقة تجعل الكتاب رواية تاريخية ممتعة ومفيدة للكبار وليس للفتيان فقط. أفاد ستيفنسون من معرفته بطبيعة جبال اسكتلندا-خلال حداثته-فجاء تصويره لمسرح الأحداث مفعماً بالحيوية والدقة.

كان ستيفنسون إسكتلندياً مولعاً بتاريخ بلاده وأراد أن يصور حقبة من ذلك التاريخ، فجعل الحادثة التاريخية محور القصة وبنى حولها تفاصيل الحبكة. كان يعجب بأخبار الأبطال الشجعان المغامرين، وقد احتشدت في مخيلته صور هؤلاء منذ أن كان صبياً، يلازم الفراش بسبب المرض ويقضي وقته بين القراءة والتأمل. وزاد من حبه للمغامرات كثرة رحلاته في كبره بالرغم من أوضاعه الصحية الصعبة.