-
/ عربي / USD
يُعنى هذا البحث بدراسة الفكاهة في عالم نجيب محفوظ الروائي، ذلك العالم الذي يتميّز بالتنوع الكبير في موضوعاته التي تكاد تتناول كل ما يمس الواقع المصري بعمق تاريخي، يبدأ منذ ما قبل ثورة 1919.
وفي إطار هذا التنوع نجد الرصيد والتحليل لظواهر متباينة، تشكِّل في النهاية النسيج العام لحياتنا اليومية، وتمثّل الفكاهة عنصراً مشتركاً في تناول كل القضايا التي تسيطر على اهتمام نجيب محفوظ، فما من عمل يخلو من روح الفكاهة والسخرية مع اختلاف حتمي ينبع من طبيعة الموضوع الرئيسي الذي تتناوله الرواية.
سوف نجد الفكاهة المرتبطة بالسياسة والدين، مثلما نجد الفكاهة المقترنة بالخمر والمخدرات. وثمة فكاهة تعبر عن عالم الأطفال بما فيه من براءة وبساطة، وفكاهة مغايرة تعبر عن المرأة. وإذا كان للموظفين عالمهم الذي ينال اهتماماً خاصاً من نجيب محفوظ، فإن الفكاهة ملمح من ملامح هذا العالم؛ بل إن الظواهر التي لا تثير الضحك ولا ترتبط بالفكاهة عادة، كالموت واللغة والغناء والشتائم، تتحول إلى مادة فكاهية خصبة عند نجيب محفوظ.
ينقسم البحث إلى تمهيد وعشرة فصول، تتناول الفكاهة النابعة من:
السياسة، الدين، عالم الموظفين، الخمر والمخدرات، المرأة، الشتائم، اللغة، الأطفال، الغناء والموسيقى، الموت.
وقد حاول التمهيد أن يحدد قوانين الفكاهة عند نجيب محفوظ، ومدى إداركه لارتباط السخرية والفكاهة بالشخصية المصرية، وانعكاس ذلك على بناء الشخصية الروائية عنده، ورصده للمفارقة كمفجر للضحك ومفسر له.
ولا تزعم الدراسة أنها قد أحاطت إحاطة شاملة بموقع الفكاهة الخصيب في العالم الروائي لرائد الرواية العربية، ولكنها تدّعي رغبتها في تحقيق مزيد من الوعي بهذا العالم الرحيب.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد