هي مقالاتٌ عزيزةٌ على صاحبها. فهي قد تشكّلت بين يديه وشكّلته في مدّة من العمر مديدةً، مدّة راقب فيها انقلاب السنة ستّ عشرة مرّة، بين العام 1987 والعام 1994.وُضعت هذه المقالات إذًا واحدةً بعد الأخرى، من غير اتّصال ـ إلّا في النادر ـ ومن نظام. وإذ يعود إليها واضعها اليوم لا يحفل...
هي مقالاتٌ عزيزةٌ على صاحبها. فهي قد تشكّلت بين يديه وشكّلته في مدّة من العمر مديدةً، مدّة راقب فيها انقلاب السنة ستّ عشرة مرّة، بين العام 1987 والعام 1994.
وُضعت هذه المقالات إذًا واحدةً بعد الأخرى، من غير اتّصال ـ إلّا في النادر ـ ومن نظام. وإذ يعود إليها واضعها اليوم لا يحفل بتواليها في الزمن أيضًا، بل يوزّعها على مداراتها. (و) تلك المدارات تبدو أوّل وهلةٍ قابلةً أن تردّ إلى اثنين شاسعين: اللغة والثقافة.
(فأمّا) اللغة (فشأنها) ها هنا شأنان: شأن نظريّة المفردة، وشأن صناعة المعاجم، وأمّا مدار الثقافة فتتوّلد فيه دوائر كثيرة. (وعلى نحو ما) أرى اقتفاء التخاطر والتناظر متاحًا ما بين الدواءر الكثيرة التي يدور فيها التأمّل في الثقافة، (و) أرى الحبل مُتصّلًا ما بين هذا التأمّل الأخير وذاك الذي يتّخذ اللغة موضعًا. فما تجتهد هذه النصوص في رصده ووصفه إنّما هو تكون المعاني وجوازها من نطاق إلى نطاق، ومن حال إلى حال، وحلولها في موادّها، أكانت المادّة سلسلةً صوتيّة منطوقًا بها، أم جسدًا لبشر، أم صورة ذهنيّة معطاة سلفًا، أم واقعة اجتماعيّة أو تاريخيّة...