-
/ عربي / USD
يشكل معجم "الأثول الثنائية في العربية" للدكتور الياس عطا الله محاولة جادة لعرض وفهم مسألة النظرية الثنائية لنشأة اللغات وتطور المعاني...
وقد عرّج على دعائم "النظرية الثنائية" عند أصحابها، فإذا هي: نظرية المحاكاة لأصوات الطبيعة، تلك النظرية التي أشار إليها الخليل، ونادى بها ابن جني. نظرية الغريزة اللغوية، ومن مظاهرها في العربية أسماء الأصوات، وأسماء الأفعال المرتجلة...
حيث عبر الإنسان أولاً عما يعتريه من أحاسيس بأصوات وتأوهات. لكن هذه الأصوات قد أمحت مع الزمن لتحل محلها مفردات أكثر رقياً...
نظرية تعطي للحروف قيماً دلالية، وعلى سبيل المثال فإن حرف الحاء يحمل دلالة السعة والانبساط، وحرف الدال دلالة اللين والنعومة وهكذا...
وبغض النظر عن تعداد وتنوع واختلاف النظريات فإن الدكتور عطا الله قدم مجموعة من الألفاظ -الأثول من دون أن يتبنى تعميمات واستنتاجات لا تعضدها الأبحاث العلمية والاستقراءات القائمة على الإحصاء.
عرج على المحاولات الحديثة في درس ظاهرة الأثول الثنائية عند أحمد فارس الشدياق، وإبراهيم اليازجي، وجرجي زيدان، والأب مرمرجي الدومينكي، والأب أنستاس الكرملي... وصولاً إلى نظرية الأثل الثلاثي في المعاجم الحديثة. لكن كانت له اجتهادات حيث ميز بين أنواع من الأثول: الأثل التاريخي قبل المعجمي، والأثل المعجمي، والأثل الصوفي...
وإذا ما عدنا لمتن هذا المعجم نجد أنه جاء حرفياً وفق حروف الهجاء في الأثول الثنائية، ويظل هذا الترتيب معمولاً به ولو تعرض الأثل لزيادة تصديريه. تم إيراد الأفعال الثلاثين المبردة. أولاً إذا وجدت والمبني للمعلوم سابقاً للمبنى للمجهول، ثم تم إدراج ما وجد من الأفعال المزيد فيها وفق الترتيب المعمول به صرفياً، وهو: فعل، فاعل، أفعل، للمقارنة نظم المعجم عدداً من المفردات العبرية المقابلة للمفردات العربية من الأثل نفسه، إشارة إلى أن ظاهرة الأثول الثنائية ليست وقفاً على العربية، وإنما تشمل بعض أخواتها الساميات. ضبطت المواد المعجمية ضبطاً تاماً، أما الدلالات، فضبطت إعرابياً أو رافعاً للبس، وأحياناً ضبطت بالكامل.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد