-
/ عربي / USD
الذين بحثوا في الأضداد يعتبرون من أئمة اللغة العربية كالأصمعي والسجستاني وابن السكيت والصاغاني، لكن أحداً من هؤلاء لم يضع فيها كتاباً شاملاً، فاقتصر عملهم على أضداد من ذوات المعنيين في لفظ واحد نحو "باع" وهي تدل على البيع والشراء في آن.
لكني لم أقتصر في عملي على هذا المفهوم المحدد للأضداد، والذي استهجن كثير من العلماء قديماً اعتماده بالمعنى العلمي كما أسلف. فحاولت تصنيف الأضداد التي يعاكس بعضها بعضاً كالصفو والكدر، والبهجة والكآبة.. ولم أتناول ألفعال المعلومة التي تقلب إلى ضد في المجهول، ولا الأفعال التي تتعدى بالحرف بحيث يغدو الفعل نقيضاً لمعناه الأول.
واعتمدت في بحثي العودة إلى جذر الكلمة لبلوغ مشتقاتها المختلفة، وإيراد أكثر من ضد للمادة الواحدة.
وإغناء للغة الباحث أو الطالب أوردت أكثر من ضد للمفردة الواحدة، فيجوز استعمال ضد معين في جملة ما، بينما يستحسن استعمال آخر في غير موقع.
لك أكتف بتصنيف الأضداد وترتيبها، فجمعت من بطون المعاجم والدواوين والكتب، واستشهادات شعرية ونثرية دعمت بها ما صنفته من مواد.
ورغبة في الفائدة أضفت ميزة أخرى إلى هذا القاموس فجعلت له ملاحق ثمانية لأضداد وردت في القرآن الكريم، والحديث الشريف، وكتاب "نهج البلاغة"، والأمثال العربية، والشعر العربي، والحكم المنثورة، وما هي على وزن أفعل، والواقعة في لفظ واحد.
إن هذا العمل ليس تكراراً لقاموس آخر في حقله لشموله وغزارة أضداده، وهو لن يكون في منأى عن الشوائب والأخطاء. فإن اعتراه نقص أو لحقت به هنات فهذا أمر محتمل، ويكفي أن يكون تربة صالحة يستثمرها الباحثون لنمو لغتنا وازدهارها.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد