هذا الكتاب يخوض في أرض غائمة المعالم، لأنّ الاقتراب من المجال الجيوسياسيّ للعالم الإسلامي في المنظور الدولي الحديث، يصطدم بواقع أنّ الدراسات الإسلامية الدولية قد اقتصرت على تحليل العلاقات بين المسلمين وغير المسلمين ولم تتناول العلاقات التي قد تنشأ بين الوحدات السياسية...
هذا الكتاب يخوض في أرض غائمة المعالم، لأنّ الاقتراب من المجال الجيوسياسيّ للعالم الإسلامي في المنظور الدولي الحديث، يصطدم بواقع أنّ الدراسات الإسلامية الدولية قد اقتصرت على تحليل العلاقات بين المسلمين وغير المسلمين ولم تتناول العلاقات التي قد تنشأ بين الوحدات السياسية الدولية المكوّنة لدار الإسلام.
سبب ذلك أن بعض هذه الدراسات انطلق من مبدأ وحدة الأمة الإسلاميّة. وبنى على هذه المقدمة فرضيّة أنّ العلاقات التي تنشأ داخل دار الإسلام إنّما هي علاقات داخليّة وليس علاقات دولية. في حين بنى البعض الآخر على أن الدول الإسلامية لا تشكل مجموعة دولية متجانسة يمكن دراستها كوحدة.
كذلك فإن ما يحاول هذا الكتاب هو أن يقدم نماذج عن إشكاليات المجال والسلطة في الفضاء الإسلامي، وتأصيل الأصول التي يمكن انطلاقا منها فهم تلك الإشكاليات، ومنها إشكالية "مثّلث القوة الإقليمي" الذي يتكون من قوى إسلامية محورية هي تركيا وإيران والمشرق العربي الشامل مصر والجزيرة العريبة.