-
/ عربي / USD
نحن في دائرة المعاجم في قسم النشر بمكتبة لبنان ناشرون، لسنا من دعاة إحياء العامية: ونقولها بصراحة إنه لا خير في دعوة إلى مثل ذلك! ولكن... يجب أن لا نغفل عن الحقائق التالية:
1-إن في دراسة اللهجات العامية وقواعدها واشتقاقاتها خيراً عميماً يمكن أن تفيد منه الفصحى في مد قواعدها وتوسيع أقيستها ومعالجة مشكلاتها من حيث المرونة والطواعية وحرارة التعبير ودقة التصوير... وهذه كلها عوامل نماء يجب أن تطعم بها الفصحى لتفي بحاجات العصر.
-إن نظرتنا إلى الكلمات والتعابير العامية يجب أن تتخطى نظرة الابتذال وتتمشى مع الواقع العلمي النفسي الاجتماعي للغة-لقد ارتبطت العامية بالشعب العربي ارتباطاً يعود تاريخه إلى اللهجات القبلية، وهي بذلك تمثل دفئاً وصدى وقرابة إلى مشاعر الناس اليومية والحياتية تحسدها عليها الفصحى! ومهما نكن من خصوم العامية، أفلسنا نخاطب أطفالنا وأحباءنا بها؟
3-إن الذي يدقق النظر في الجهة العامية في أي قطر عربي يجد أن أكثر هذه الألفاظ ليس إلا ألفاظاً فصيحة الجذور طرأت عليها تغييرات عديدة من قلب وحذف وزيادة وتصحيف وإبدال...
وما دمنا نقتبس من اللغات الأجنبية كلمات نعربها وتعابير نترجمها لأداء مدلول خاص فما أحرانا أن "نقتبس" من الكلمات والتعابير التي تعايشنا ونعايشها والتي لها عندنا صدى ودفء وقرابة!
من هذه المنطلقات الثلاثة نرى أن في دراسة اللهجات العامية خدمة للفصحى-ونحن في دائرة المعاجم قد أخذنا على أنفسنا عهداً بتأدية هذه الخدمة.
إن اللهجة العامية المصرية تتميز عن سواها من لهجات الأقطار العربية الأخرى بسلاسة ومفهومية وسعة انتشار أكسبتها إياها وسائل الإعلام المختلفة خاصة في الربع القرن الماضي-حتى إنك لتجد الكثير من الأفلام والأغاني التي تنتج في بلاد عربية أخرى تؤدي باللهجة العامية المصرية في كثير من الأحيان.
والمعجم الذي نقدمه اليوم هو معجم الألفاظ العامية المصرية (عربي-إنكليزي) تأليف الأستاذ سقراط سبيرو. جمعه المؤلف في حوالي أربع سنوات من قراءات شاملة لشتى المؤلفات المكتبة والعامية وكذلك بالاستماع إلى أحاديث الناس في المكاتب والمقاهي والأسواق.
وأنا لعلى ثقة بأن المهتمين بدراسة اللهجات العربية عامة والمصرية بشكل هاص سيجدون في معجم سبيرو عوناً كبيراً ومرشداً أميناً إلى تفهم خفايا اللهجة العامية واتكناه قواعدها وتعابيرها وآدابها.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد