-
/ عربي / USD
تعددت المعاجم العربية في العصر الحديث وتنوعت، لكن محيط المحيط ظل دون منازع، حجة طلاب العربية ومرجعهم الأمثل، ولا غرو فقد جمع محيط المحيط بين عبقريتين فريدتين في تاريخ المعاجم العربية: عبقرية الشيخ محمد بن يعقوب الفيروز صاحب القاموس المحيط وعبقرية المعلم الموسوعي بطرس البستاني رائد التأليف المعجمي في العصر الحديث.
اعتمد المعلم بطرس على قاموس الفيروز أبادي ، مضيفاً إليه ثروةً من المفردات والتعابير المعاصرة والمولدة التي أهملها جامعو المعاجم العربية، فأخرجه بمنهجية علمية حديثة، وبتبويب سليم يتلاءم مع طبيعة اللغة العربية واشتقاقاتها الواسعة. وقد خطي محيط المحيط منذ ظهوره باهتمام اللغويين والدارسين والكتاب والطلبة والمثقفين عامة فأقبلوا على اقتنائه بالإضافة إلى بعض كليات آداب اللغة العربية كانت ومازالت تعبير محيط المحيط واحداً من الكتب المقررة في برنامجها الدراسي وحتى لا يزال هذا المعجم أحداً أهم المعاجم العربية الحديثة.
ذلك إن معدّه قد رتبه على حروف المعجم باعتبار الحرف الأول من الثلاثي المجرد، وجمع فيه كثيراً من مصطلحات الألفاظ الأجنبية وجمع كثيراً من الألفاظ العامية الحية وفسرها، واعتمد المعاجم القديمة الموثوقة واستخدم العبارة البسيطة. ولما كانت له هذه الأهمية اعتنت مكتبة لبنان بإعادة طبعه بمجلديه ثم جددت طبعة سنة 1977، في مجلد واحد، وصححت الأخطاء الطباعية، وميزت المداخل الجذرية و الرئيسية بلون مختلف، مما يساعد على سهولة استعمال المعجم، يمكن القول أخيراً إن المعلم بطرس البستاني، الذي توفي سنة 1883، كان أوّل من ابتداءاً بمشروع دائرة معارف باللغة العربية فكان بحق واحداً من أكبر زعماء النهضة الحديثة.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد