-
/ عربي / USD
بين دفتي كتاب: "الفن العربي" مجموعة رائعة من الرسوم الأمينة في دقة تسجيلها، تعد مرجعية هامة لدراسة التراث المعماري والزخرفي والحرفي في مصر في العهود الإسلامية، حيث إن تلك الرسوم هي الأثر الوحيد الباقي لمعظم تلك الآثار المرسومة في هذا الكتاب، إذ تعرض بعضها للهدم من جراء نزعة التغريب في الذوق الفني إبان نهضة محمد علي ذات الطابع الأوروبي. وأصابت بعضاً آخر منها عوامل التعرية والإهمال، وضرب بعضاً آخر زلزال مروع عام 1856، ونهب بعضها وصدر إلى أقطار أخرى. ومن ثم فإن المتاحف الفنية المعروفة لا تضم العديد من تلك المأثورات المرسومة باستثناء الآثار المركزية في المساجد والأسبلة الكبرى -التي أصيب بعضها بضروب التلف والتداعي.
ومن هنا تأتي الأهمية القصوى لرسوم هذا المجلد الذي أعده المستشرق الفرنسي "بريس دافن" (1807-1879) الذي أقام في مصر إبان حكم إبراهيم باشا.
يتناول الكتاب ظاهرة الولع بمصر من ناحية، وتطلع المصريين إلى الغرب كمنارة للتمدين، وللخروج من حالة التخلف التي عاشوها تحت حكم العثمانيين: ثم يعرض لحياة "بريس دافن" مع التركيز على فترة إقامته على مراحل في مصر بين الأقصر والقاهرة.
يتناول نظرية الجمال الشرقي واختلافها النوعي عن التظرية الغربية كمنهج مغاير للرواية، وملامح الاسمبلاج والكولاج في الفن الإسلامي في فنون الزخرفة الهندسية والبنائية، والخط العربي وتصوير المنمنمات، والحرف المختلفة، وتأثير علوم الرياضيات والهندسة والفلك على تطور هذه الفنون الفريدة من نوعها، وصياغة لغة الإيقاع المميزة لها -المشربيات الخشبية المخروطة، والرخام والحجر، والجص، والخزف، والمشغولات الخشبية والمعدنية، والزجاج والنسجيات والسجاد، والكتب والمخطوطات والمصاحف وتجليدها، والمنمنمات المصورة في الكتب -كلها عناصر حفل بأمثلة منها هذا المجلد العبقري بين يدي القارئ.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد