يعد كتاب "جامع العلوم والحكم في شرح خمسين حديثاً من جوامع الكلم" لمؤلفه ابن رجب الحنبلي، من أهم الكتب في موضوعها حيث لا غنى لطالب العلم عنه، فقد جمع مؤلفه فيه خمسين حديثا، بعد أن جمع الإمام النووي: "كتاب الأربعين"، فقام الحافظ ابن رجب بشرحها، وزاد عليها لتعم الفائدة أحاديث وأتمها خمسين حديثاً، وكل حديث منها يقوم مقام باب.
وتحت كل حديث شرحه مفصلاً وموضحاً، سهلاً على الأذهان، يفهمه الكبير والصغير، وهذا من ذكاء مؤلفه وشرح صدره، وحسن مقصده، فقد جمع في شرح كل حديث عام، آيات قرآنية من كلام رب البرية، التي تؤكد معناه وتوضحه، وأحاديث قدسية أو نبوية، وآثار الصحابة والتابعين، وأقوال العلماء العارفين، التي تتحدث حول الحديث وتوضح مضمونه، حتى أعطى كل موضوع حقه من جميع جوانبه.
وبالنظر لأهمية الكتاب فقد اعتنى "فؤاد بن علي حافظ" بتحقيقه حيث قام بتخريج الآيات القرآنية، وبتخريج الأحاديث النبوية بشكل مختصر، بيان درجة الحديث من حيث الصحة أو الضعف، مستعيناً بأقوال أهل العلم بهذا الفن، ووفقاً للقواعد المقررة في علم مصطلح الحديث الشريف، قام بشرح بعض الألفاظ الغريبة الموجودة في الشرح، قام بعمل فهرسة شامل للآيات القرآنية والأحاديث النبوية.