يعتبر علم الحديث رواية ودراية، من مبتكرات المسلمين، الذين خصّهم الله به، والغاية القصوى منه هي معرفة صحة الحديث وسقمه. وقد تشعب هذا العلم، فكان علم معرفة علل الأحاديث أهم صاحبة، وهو فن دقيق ينكشف به الوهم والخطأ في مرويات الثقات الغالب على منقولهم السلامة والاستقامة. ومن...
يعتبر علم الحديث رواية ودراية، من مبتكرات المسلمين، الذين خصّهم الله به، والغاية القصوى منه هي معرفة صحة الحديث وسقمه. وقد تشعب هذا العلم، فكان علم معرفة علل الأحاديث أهم صاحبة، وهو فن دقيق ينكشف به الوهم والخطأ في مرويات الثقات الغالب على منقولهم السلامة والاستقامة. ومن جهابذة هذا العلم بلا نزاع الإمام أبو عبد الله أحمد بن محمد بن محمد بن حنبل الشيباني، وكلامه في الإعلال ومسالك العلة مبثوث فيما نقل عنه في كتب شتى. وفي هذه الرسالة التي بين أيدينا يبحث المؤله في منهج الإمام أحمد بن حنبل في العلل، حيث أنه كان من أكثر الأئمة كلاماً في إعلال الحديث، كما أن مثل هذه الدراسة في غاية الأهمية، إذ أنها تبرز الأحاديث المعلّة عند هذا الإمام، وتبرز دقة هذا العلم وما يحتاج إليه دارسه من سعة المعرفة.
وقد عمد المؤلف إلى جمع الأحاديث التي أعلّها الإمام أحمد، وأقواله في الرجال مما لها صلة بالإعلال ووجوهه. كما تتبع كلام الإمام أحمد في الإعلال من مصادر عدة نقلت كلام الإمام أحمد مع كلام غيره، إضافة إلى أنه قام بتخريج الأحاديث ودراستها بما يفي بمقصود البحث وعمد إلى الاستعانة بأقوال الإمام أحمد في الرجال ذات الصلة بموضوع الإعلال، ومقارنة كلامه بكلام غيره من خلال دراسة الأحاديث والأقوال. وبالتالي استخلاص منهج الإمام أحمد من خلال دراسة الأحاديث التي أعلها وأقواله في الرجال.