-
/ عربي / USD
من أبرز السمات الحضارية التي طَبَعَت تاريخ الغرب الإسلامي ظهور العديد من الأسر العلمية التي توارثت العلم كابراً عن كابر، وتناقلته جيلاً بعد جيل، كما توارثت أُسَرٌ أخرى الحكم أو الجاه أو المال.
ولعلّ من أشهر البيوتات العلية في مدينة مُرسية الواقعة بشرق البلاد الأندلسية، بيت بني سعادة، نسبة إلى أبي عمران موسى بن سعادة المتوفى بعد سنة (522هـ)، فقد اشتهر هذا البيتُ في مُرسية وغيرها، برواية الحديث وحَمْله عن أعلامه من أهل الأندلس، واختصَ هذا البيْت العلميّ الأندلسي، بمزية عظيمة تستحق الإشادة والتنويه، وهي ريادتهم في خدمة الجامع الصَّحيح للإمام البخاري؛ من جهة حمله وروايته وسماعه، وضبط حروفه وألفاظه، وخير دليل على ذلك الرواية السعادية لجامع الإمام البخاري التي اعتمدها المغاربة في رواية الجامع الصَّحيح للإمام البُخاري، وفضّلوها على غيرها من الروايات منذ القرن السادس للهجرة وإلى عصرنا هذا.
لقد استقصى هذا الكتاب ما ورد في بطون المصادر والمراجع عن بيت بني سعادة وعنايتهم بصحيح البخاري إلا وأوردها في هذا الكتاب الوجيز الذي سيشجع من دون شك الباحثين على البحث في تاريخ الأسر العلمية الكبيرة بالمغرب والأندلس.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد