-
/ عربي / USD
يُعد البحث في موضوع انتقال الدلالة بين الشعر الجاهلي والقرآن الكريم من أهم القضايا التي شغلت فقهاء اللغة والبلاغة، وأهل التفسير، وعلماء أصول الفقه، وغيرهم؛ وقد تبوأ (المصطلح والدلالة) عندهم موضع الصدارة، باعتباره وجهاً من أوجه التطور الدلالي للغة، حيث ذكروا مراتب الدلالات، وأحوال اللفظ العربي المختلفة من عموم وخصوص، وإطلاق وتقييد ... وغيرها من الخصائص الأسلوبية.
ومن أكبر تجليات هذا الإنتقال الدلالي ما أحدثه القرآن الكريم في لغة العرب من نقلة نوعية؛ فأكسبها خصوبة مفهومية ودلالية من خلال سياقها القرآني، وهي ما يوجد في كتب الغريب ومعانيه، وكتب المفردات، ومعاجم الألفاظ القرآنية، .. وغيرها من الموسوعات الفريدة التي رصدت هذا التحول البديع نظرياً وتطبيقياً.
من هنا، يمكن اعتبار كتاب "تطور دلالة المفاهيم بين الشعر الجاهلي والقرآن الكريم، الحقل المعرفي نموذجاً" للأستاذ الدكتور البشير فالح، أحد أهم الدراسات في هذا الباب.
وفي هذه الدراسة، اتخذ المؤلف "منهجية الدراسة المصطلحية"، وما تقتضيه من منهج وصفي ومنهج تاريخي، مسلكاً لبحثه؛ فقام - كما يرد في هذه الدراسة - بإحصاء المفاهيم في دواوين الشعر الجاهلي، كيفما وردت شكلاً، وحجماً، واشتقاقاً، تركيباً، وذلك من خلال استقراء أزيد من مائة ديوان بما فيها الدواوين المفردة، ودواوين القبائل، وكتب الإختيارات والمجموعات الشعرية وشروح الشعر. وعمد إلى انتخاب (18) مفهوماً، وهي (العقل، اللب، النهية، الحجر، القراءة، الوعي، التذكر، النظر، البصر، الرأي، التفكر، الدراسة، الفقه، الإعتبار، التدبر، المنهج، الحجة والتلاوة) . وأنتج المؤلف فالح في انتخاب هذه المفاهيم، معيار حضورها في كل من الشعر الجاهلي والقرآن الكريم، وأن تكون مصطلحاتها التي تعبر عنها حاملة مفاهيم معرفية، وأن تكون لها درجة مقدرة من القوة الإصطلاحية، دارساً هذه المفاهيم، بعد إحصائها واستخراج نصوصها من القرآن الكريم ...
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد