إن علم أصول الفقه ينضبط به التفكير الإسلامي المر في أطر واضحة المعالم متينة القوائم، ولذلك فهو لا يستغنى عنه العالم ولا المتعلم، ولما كانت مصنفاته قد دخل عليها ما شاب علوم الشريعة المتكاثرة فأصابها ما ليس منها، فكلن لزاماً على أهل العلم من أتباع السلف أن يضعوا كتباً ورسائل في هذا العلم يستقونها من الكتاب والسنة وما عليه سلف الأمة بعيدة عن علوم الكلام والمنطق أو الأصول المذهبية فكان من ذلك المطولات الممتعات كإعلام الموقعين لابن القيم، والمختصرات المهمات كهذه الرسالة التي حبرها علامة العظيم عبد الرحمن بن ناصر السعدي، فإنها على اختصارها حوت فوائد زوائد وبدائع فرائد يلتقطها المبتدئ بيسر، ويتناولها المنتهي فيسر بالعودة لمضمون هذه الرسالة نجد أنها جاءت جامعة في أصول الفقهة المهمة قواعده الجامعة، وهي مما ينبغي لكل طالب علم حفظه وفهمه والعمل به، وزيادة في افادة هذا الطالب تم إلحاق الرسالة هذه ببعض التعليقات اللطيفة على فصول الرسالة السعدية، كما وتم تذيل الرسالة والتعليقات بتحقيق لطيف هدفه توضيح ما خفي فيها ن معانٍ وألفاظ هامة جاءت في الرسالة الأصل.