-
/ عربي / USD
من مظاهر اهتمام علماء المغرب والأندلس بفن الفهارس أن صار في خلال فترات معلومة من تاريخنا العلمي صناعة لكل من يمتهن التأليف؛ غير أنه بالرغم من كثرة الفهارس المصنفة، فإن معظمها قد ضاع واندثر؛ فما عُثِرَ عليه اليوم في الخزائن والمكتبات العالمية يُعَدُّ يسيراً مقارنة بالضائع المفقود.
وسعيا إلى إنقاذ ما يمكن إنقاذه توجه مركز الدراسات والأبحاث وإحياء التراث بالرابطة المحمدية للعلماء، إلى العناية بهذه البقية الباقية من الفهارس، ودراستها، وتحقيقها، ونشرها، وهو اليوم يفتتح سلسلة هذه الفهارس بفهرسة من أنفس الفهارس المغربية؛ ألا وهي فهرسة الإمام المقرئ المحدث أبي عبدالله محمد بن عبدالملك بن علي بن عبدالله القيسي المِنْتَوْرِي(ت834هـ)، ولا يخفى على من تصفّح هذه الفهرسة أنها فهرسة حافلة بأسماء التصانيف المؤلفة في كثير من العلوم والفنون، فبدونها كان سيغيب عنا أسماء كثير من الإبداعات التراثية، كما أنها تطلعنا على اتصال الأسانيد العلمية التي ظلّ أهل الأندلس محافظين عليها إلى آخر عهدهم بأرض الأندلسٍ، كما تدلنا هذه الفهرسة المباركة أيضا على أن التواصل العلمي بين المغاربة والمشارقة لم ينقطع في يوم من الأيام، وغني عن البيان أن ما يضفي بالغ الأهمية على هذه الفهرسة كونها من أوعب الفهارس وأنفعها وأكثرها فائدة، فهي تشبه في منحاها فهرسة ابن خير الإشبيلي(ت575هـ)، كما تعتبر مع فهرسة أبي زكريا السرّاج(ت805هـ)، وبرنامج أبي عبدالله المجاري(ت862هـ)، ورحلة أبي الحسن القَلْصَادي(ت891هـ) المشتملة على فهرسته، وثبت أبي جعفر أحمد بن علي البلوي الوادي آشي(ت938هـ)، من الحلقات الأخيرة في سلسلة الفهارس بالأندلس.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد