"قال لي إنّنا سنموت كلّنا، وإنّه هو نفسه سيموت، فبقيت صامتًا ممدّدًا على سريري. يريدني أن أستسلم لموتي وأقبل به لمجرّد أنّه سيحدث ولا مفرّ منه. يختار وقتًا أكون فيه مريضًا ليشرح لي كم هيّن هو الموت، كأنّه يأخذني من يدي ويجرّ جسمي المريض إليه.يظنّ أنّه يساعدني إذ يفكّر أن ما...
"قال لي إنّنا سنموت كلّنا، وإنّه هو نفسه سيموت، فبقيت صامتًا ممدّدًا على سريري. يريدني أن أستسلم لموتي وأقبل به لمجرّد أنّه سيحدث ولا مفرّ منه. يختار وقتًا أكون فيه مريضًا ليشرح لي كم هيّن هو الموت، كأنّه يأخذني من يدي ويجرّ جسمي المريض إليه.
يظنّ أنّه يساعدني إذ يفكّر أن ما يحول بيني وبين موتي خوفي وعنادي وحدهما. أقول له أنّ يأتيني بالطبيب من النبطيّة، فيجيبني بأن لدى الأطبّاء شغلًا غيري. أتساءل بيني وبين نفسي إن كان حقًّا لا يخاف الموت. أقصد من موته هو وليس الموت الذي يتحدّث عنه، والذي لا يعرف من أوصافه إلّا طلوع الأرواح من الأجسام. يرفع يده ضامًّا أصابعها من وسط صدره إلى أعلى رأسه، ظانًّا أنّه يشرح لي كيف أنّها تطلع سهلة خفيفة هكذا... كأنّني لست أباه."