قرار الزواج بعد الفشل في قصة حب هل يتحول مع الأيام إلى اغتصاب زوجي بالنسبة للمرأة، هذا ما تطرحه للنقاش الشاعرة والكاتبة الفلسطينية عبلة جابر في روايتها الجديدة (اندثار) في نص روائي يتمتع بواقعية نقدية اجتماعية ينهل من تجارب الحياة ويتماهى إلى حد كبير مع البنية الاجتماعية...
قرار الزواج بعد الفشل في قصة حب هل يتحول مع الأيام إلى اغتصاب زوجي بالنسبة للمرأة، هذا ما تطرحه للنقاش الشاعرة والكاتبة الفلسطينية عبلة جابر في روايتها الجديدة (اندثار) في نص روائي يتمتع بواقعية نقدية اجتماعية ينهل من تجارب الحياة ويتماهى إلى حد كبير مع البنية الاجتماعية التقليدية في العالم العربي. من هنا جاء تنويه الكاتبة: "تقترب شخصيات وأحداث هذه الرواية من الواقع... بقدر ما تبتعد عنه! أهو المجاز الذي يختزل واقعاً، أم الواقع الذي يتقمّص مجازاً وشعراً!".في الرواية تنطلق الكاتبة عبلة جابر من نظرة واقعية لوضع المرأة في المجتمع العربي، فالفتاة لا يجوز لها أن تنتظر أو تأخذ وقتها بالتفكير لأسباب الفشل وبهذه الحالة تداوي الفشل بفشلٍ أكبر منه، فـ "سيلا" على الرغم من كونها فتاة متعلمة تحضر للدكتوراه، حاصرها الأهل ومعهم رغبتها بالرحيل واكتشاف أرض الأحلام أميركا إلى اتخاذ أقصر الطرق للنسيان فتزوجت من "عريس الغفلة" الذي يتابع بدوره سنته الأخيرة للدكتوراه في أمريكا؛ فأصبح وفق عقد ورقي زوجاً لها وهو البعيد كل البعد عن مملكة روحها السرية، المملكة التي لا يملك مفتاحها سوى "طارق"، وهو نفسه الرجل الذي أبى إلا أن يحرقها أكثر بتركه إياها وزواجه بعد ذلك من صديقتها أسماء، فظنت بموافقتها على الزواج من غيره أنها تنتقم منه ولم تدرك حينها أن خسارات القلب أكبر من أن تُعَوَّض، وأن نزيف الرّوح لن يضمِّده شيء، وأن الذّاكرة فعلٌ مستمرٌ لا يموت، وأن "طارق" سيبقى كما هو يشقّ سماوات الحنين فيها ليضيء أكثر.من أجواء الرواية نقرأ:"عثرت السلطات الأمريكية مساء ليلة أمس على جثتين في الطابق السادس من عمارةٍ يسكنها العرب في مدينة ديترويت ولاية ميتشغن. تعود الجثتان لزوجين فتاة شابة في الخامسة والعشرين وشاب في الثلاثين من عمره، عثرت عليهما السلطات بعد اقتحام شقتهما إثر تبليغ الجيران عن سماعهم صوت صراخٍ عنيف انطلق من شقتهما. يُذكر أن الشابة كانت حاملاً في الشهر السابع. وقد تمكن الطاقم الطبي من إنقاذ الجنين بأعجوبة ولكن يبدو ووفقاً للتقارير الأولية أنه سيحمل تشوهات جسدية عدة ولمدى الحياة إثر عملية البقر؛ والتي كما يبدو قد ارتكبتها الشابة في محاولة منها للانتحار بعد أن قتلت زوجها طعناً بالسكين. أطلقت السلطات المدنية على المولود المعجزة بعد إنقاذه اسم "victim" ما يعني في العربية "ضحية".